تبدلت الأوضاع الإدارية في هذا القطر مرات على عهد العثمانيين وفي سنة (١٢٧٢ ه) كانت تقسم إلى إيالتين إيالة دمشق وإيالة صيدا ، ودخل الأولى التي هي عبارة عن دمشق ومرج الغوطة ووادي العجم ووادي بردى وجبل قلمون وحماة وحمص وبعلبك ومعرة النعمان وعجلون والبقاع وحاصبيا وراشيا وحوران وجبل الدروز وحصن الأكراد والقنيطرة وايكي قبولي ، من الخراج والأعشار والبدل العسكري والرسوم المختلفة ٨٠٥ ، ٤١ أكياس يضاف إليها ٩٠٠ كيس كانت تدفعها الخزينة إلى الأوقاف وذلك عدا ما كان يؤخذ من حماة وحوران وحمص وجبل الدروز وحصن الأكراد ومعرة النعمان وعجلون عينا من الأعشار والرسوم ، وهو ٧٥٩ ، ١٨ إردبا من القمح و ٨٨٤ ، ٢٥ إردبا من الشعير و ٩٥١ من الذرة ٣٩٣ ، ١٣ اوقة سمن و ٣٢٠ اوقة حرير و ١٣٠٠ رأس غنم. وكان دخل إيالة صيدا وقائم مقاميتي لبنان الدرزية والمسيحية ويدخل فيها بيروت وطرابلس واللاذقية ونابلس وعكا وحيفا وساحل عتليت والأقضية الشمسية ١٥٤ ، ٣١ كيسا ما عدا المستوفى عينا من القمح والشعير والذرة والكرسنة والسمسم والعدس والسمن والزيت والفيالج والقطن. وكان مجموع دخل إيالة دمشق ١٨٥ ألف ليرة على ذاك العهد وإيالة صيدا ٥٠ ألفا وكان لبنان يؤدي للدولة سنويا ٣٥٠٠ كيس جزية وخراجا.
رأي إنكليزي في إعنات البلاد بالضرائب :
كتب المستر برانت قنصل إنكلترا في دمشق إلى سفير دولته في الإستانة عن حالة إيالة دمشق في ١٤ حزيران (١٨٥٨) من كتاب ما يأتي : «إن الضرائب كانت باهظة على عهد الحكومة المصرية ، على أن استتباب الأمن وعدم بخل الحكومة على الشعب كانا يكفيان لإقناعه أن في وسعه تحمل وقرها دون أن يرزح تحتها ، وكان الدخل يدار بنزاهة واقتصاد ولدى الحكومة المصرية جيش وافر العدد وتقوم بكل نفقات إدارة الإيالة المتوقع ازديادها تدريجا ، أما حالة اليوم (أي على عهد الحكم التركي) فهي على عكس ما تقدم من