حمايته عبيد منزل الشيخ. ومن عادة العرب أن يحتفظوا بقطعتين أو ثلاث قطع من المدفعية خارج مدخل الحصون. وبينما أمر من أمام هذه ذات يوم بصحبة الشيخ ، استفسرت منه عمّا إذا كان وضع هذه المدافع بهذا الشكل أمام الحصن يشكل نقطة ضعف لان الحصن قد يباغت بهجوم وتستولي القوة المهاجمة على هذه المدافع وتتمكن على الفور من نسف البوابات وتدخل بيسر وسهولة. وهنا قهقه الشيخ وقال : «إن حروبنا تختلف إلى حد ما عن حروبكم. فقد سنحت لي فرصة المشاهدة في (بني بو علي). ففي المقام الأول ، فإن العرب ، وفي جميع الاحتمالات ، لا يفكرون في القيام بمثل هذا العمل. وحتى إذا قاموا به ـ إذ أننا لا نحمل مدافع عند ما نذهب للحرب ـ فإنني ارتاب في إمكانية قدرتهم على امتلاك كمية كافية من البارود ، وحتى إذا امتلكوها ، فلا أعتقد أنهم يعرفون كيف يحشونها بعد ذلك».
يقطن العدد الأكبر من سكان (السويق) في أكواخ صغيرة خارج الأسوار ويصنعون العمائم ، بيد أن القسم الأعظم منهم يشتغل في الصيد أو الزراعة شأن بقية المناطق الساحلية. وسكان البلدة خليط من أقوام عدة ، إلا أن التسامح يسود فيها كما هو الحال في (مسقط) حتى أن للشيعة مسجدهم الخاص بهم.
الجمعة ، الرابع من مارس / آذار : في الساعة العاشرة والدقيقة الخامسة والأربعين غادرنا المدينة برفقة الشيخ وحوالي أربعين فارسا. وبعد أن خرجنا من البساتين وأصبحنا في السهول الشاسعة ، عمد هؤلاء إلى تسليتنا بعرض لأساليب هجومهم في المعارك. وفي أثناء هجومهم وتوقفهم فجأة ، أظهروا سيطرة عالية على جيادهم وكانوا يستخدمون في ذلك أداة قاسية جدا. ولم تكن الجياد مزودة بركاب (١) ولا بسروج بل استعاضوا عن الأخيرة بقطعة قماش محشوة بالقطن توضع على ظهر الحيوان.
ويعد الرمح سلاحهم الرئيس المدهش الذي يبلغ طوله حوالي خمسة عشر قدما تزينه عند أحد طرفيه خصلة من ريش أحمر وأسود. ولا يترك الفارس سلاحه هذا بل تراه يحمله
__________________
(*) الركاب : حلقة معدنية تعلق على جانبي السرج يضع الشخص فيها رجله.