بنفس الأسلوب الذي كان يحمله به فرسان أوروبا القدماء. وكانت الثياب الجميلة المزركشة من (نجد) تبدو رائعة عند ما تعدو الجياد بكامل سرعتها فوق السهل وبمختلف الاتجاهات. وفي هذه المناسبة ، تراهم يناورون حيث يمسك كل فارس بفخذ الآخر ويسير معه جنبا إلى جنب مما يدفع الجواد إلى الانطلاق بأسرع ما يستطيع. واصلنا طريقنا مسافة خمسة أو ستة أميال بصحبة هذه المجموعة المرحة التي كانت في أوج النشاط والإثارة. كان (السيد هلال) يعتلي صهوة جواد جميل تقدر قيمته بثلاثة آلاف دولار ، وكان جواده دوما في مقدمة الجياد في كل تمرين. في هذا المكان ترجل عن صهوة جواده وودّعنا وقد انتابه القلق على مستقبلنا ونحن نطرق أراضي جيرانه الذين تصعب السيطرة عليهم. صافحنا جميع أتباعه ومن ثم سرنا في طريقنا كما يقول (جون بنيان) (١).
تمتد البساتين والأرض المزروعة لمسافة تبعد عن الساحل بمقدار ثلاثة أميال. أما فيما وراء ذلك ، فإن السهول تكتنفها عدة جداول ماء ضحلة تكونت أصلا وسط التلال خلال الأمطار الأخيرة. وكانت أشجار السمر الضخمة تزين سطح الأرض. ويمكن مشاهدة راع من رعاة الغنم العرب وقد جلس يستريح تحت ظلالها في غالب الأحيان مع عدد كبير من كلاب ضخمة لمساعدته في السيطرة على القطيع الذي يأكل الكلأ من حوله. لكن مزماره وعصاه غائبان. وعوضا عنهما تراه يحمل رمحا وبندقية.
في الساعة الواحدة وصلنا مخيم البدو الكبير في (Kothra) ، وكان طريقنا يتجه من (السويق) صوب الشمال الغربي. كان المخيم عبارة عن بيوت مشيدة بالطين ولوقاية السكان من زخات المطر ، فإن سقوفها شيدت على شكل هرمي يشبه مخازن الضلال الإنكليزية.
أخبرني دليلي (سيد ابن مطلك) (٢) بأن الوهابيين اقتربوا من هذه البلدة ليلا قبل أربع سنوات تقريبا وهم يضمرون هجوما عليها ، وإضرام النار فيها كما هو دأبهم. لكن بسبب مشاجرة السكان المستمرة من جهة وتوقع هجوم من جهة أخرى في نفس الليلة ، فإنهم
__________________
(*) John Bunyan (١٦٨٨ ـ ١٦٢٨) كاتب إنجليزي ولد في ايلستو ببدفورد شاير من أشهر مؤلفاته (The Pilgrims Progress)
(**) كذا في الأصل الانجليزي وصوابه (علي بن Megati).