رسائلنا في جمع المعلومات ومعاينة المنطقة المحيطة بنا التي سأقدم لكم وصفا لها.
ثمة تشابه شديد في الملامح العامة لهذا الجزء من عمان ، ولهذا فليس من الضروري الدخول في تفاصيل دقيقة. لهذا سأقدم وصفا عاما للبلاد وسكانها مبتدئا بساحل البحر.
وبالنسبة للمنطقة الممتدة من (شناص) إلى (رأس مسندم) ، الذي يمثل الطرف الشمالي الشرقي من الجزيرة العربية ، (وهو ما أطلق عليه الإغريق اسم (Maceto) و (Acabo) بينما يسميه العرب (رأس الجبل) أو (رأس التلال) فإن الاتجاه العام للساحل هو الشمال الشرقي. وعلى امتداد هذه السواحل تكثر الخلجان العميقة والمغاور والجزر الصغيرة التي تزداد عددا ويزداد عدم انتظام ملامحها العامة عند اقترابها من الرأس. ويستمر هذا الحال حتى على الجانب الغربي من قنة الجبل. وثمة قمة جبلية ضيقة لا يتجاوز عرضها خمسمائة ياردة تفصل بين (خليج خصب) و (غبة قريعة). وربما لا توجد في العالم سوى مناطق قليلة جدا تتسم بمثل هذا اللا انتظام الذي تتصف به المنطقة الواقعة بين هذا البرزخ والرأس.
تمتد سلسلة من القرى وبساتين النخيل من (شناص) وحتى (دبا) ، وهي المنطقة التي يبدأ منها السهل البحري والمسماة بالباطنة على الخريطة. وللإمام في (دبا) حصن ، وكان فيما مضى من الزمن يحصل من القرية على عوائد مالية قليلة تقدر بأربعة آلف دولار. ويمكن الحصول من هذه المنطقة على الماء والخضراوات وقطعان الماشية بجميع أنواعها. وفي المنطقة قوارب قليلة تستخدم في جلب الحبوب من شواطئ بلاد فارس. ويتشابه كل من (خورفكان) و (خور كلبا) في مساحتهما وفي الإنتاج الذي يوفرانه ل (دبا).
وهناك سلسلة جبلية تمتد من (دبا) وحتى الجهة الشمالية ، وترتفع هذه السلسلة ارتفاعا مباشرا عن البحر وفي أماكن كثيرة تبدو خلابة آسرة. والشاطئ الوحيد الذي يصادفه المرء هو الواقع عند طرف الكهوف حيث توجد رمال أو مخلفات من المحار والمرجان المكسر الذي قذفته قوة الرياح والموج. ومن سلسلة الجبال الرئيسية ، التي يبلغ معدل ارتفاعها حوالي ألفين وخمسمائة قدم ، وفي منتصف الطريق تقريبا بين الساحلين الشرقي والغربي لسلسلة الجبال الداخلة وسط البحر ، تمتد الوديان الجانبية باتجاه البحر. ويمكن