الفصل السابع عشر
نهاية الرحلة
ينظر سكان الساحل إلى أنفسهم باعتبارهم أعلى شأنا من البدو أو عرب المدن ، وهم أطول قامة من البدو والعرب وسحنتهم أكثر بياضا وأبدانهم أشد عضلات منهم وذلك حتى بلوغهم سن الثلاثين أو الأربعين وعند ذلك يتحول مظهرهم إلى نفس مظهر الشيوخ وحتى هذه الفترة ، فإن بعض أشكالهم تعد نماذج مثالية للقوة كما أن نمو عضلاتهم أعظم بكثير من نمو عضلات أي شعب آسيوي عرفته. وعلى الرغم من أنهم لا يحبون القيام بأي جهد ، إذا ما أمكن تجنبه ، فإنهم في بعض الحالات التي يتطلب منهم فيها القيام به ، فإن الأسلوب الذي يجمعون فيه مجهودهم الشخصي يبعث على الدهشة حيث أن قواربهم الكبيرة جدا التي تزن ثلاثمائة طن تسحب بوساطة القوة البدنية وحسب فوق سطح الماء دون أي مساعدة من أحد باستثناء البكرات. وكلما كانت هناك ضرورة لتدشين قواربنا أو سحبها فوق المسطحات ، فإنهم كانوا يفرحون بتقديم المساعدة لكي يتمكنوا من الضحك على ضعف البحارة والخدم والعسكريين الذين يتم استخدامهم غالبا في مثل هذه العمليات ليتجنب الأوروبيون حرارة الجو.
وعند ما لا يكون هؤلاء السكان في حالة عداء مع جيرانهم ، فإنهم يقضون وقتهم في صيد الأسماك أو الغوص بحثا عن اللؤلؤ أو بلا عمل تماما لأن العواصف الشمالية الغربية التي تهب طوال الجزء الأعظم من السنة في هذا الخليج تمنعهم من التوجه إلى البحر وعندئذ يحصلون على ما يحتاجون إليه من الخلجان الصغيرة التي تتداخل في السواحل. ويستمر فصل صيد اللؤلؤ من يونيو / حزيران حتى سبتمبر / أيلول ، أما في بقية الفصول فإنهم يشكون من شدة البرد. وفي أثناء موسم الصيد ، يتم توظيف كل فرد قادر على قيادة قارب أو يشارك في قيادته مع غيره ، ولا يبقى في القرية أحد من الناس سوى الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا يستطيعون القيام بهذا العمل لكبر سنهم.