تمتد ضفة اللؤلؤ من الشارقة وحتى مجموعة (بودلف / بوضلف؟) ويكون القاع عادة من الرمال التي تكثر فيها الأصداف والمرجان المتكسر. ويختلف العمق إذ يتراوح بين خمس إلى خمس عشرة قامة. وحق الصيد على الضفة مشاع للجميع ، لكن المشاحنات بين القبائل ليست نادرة الحدوث. وإذا كان وجود إحدى السفن الحربية يحول دون فض نزاعاتهم هذه على الفور ، فإنهم يضعون حدا لها على اليابسة حيث يحطون رحالهم لفتح المحار. ولغرض وقف مثل هذه المنازعات ، التي لو سمح باستمرارها لأدت إلى حدوث فوضى ، فإن سفينتين حكوميتين تمخران عادة عباب البحر قرب الساحل.
أما سفنهم فذات أحجام متباينة وبناء مختلف يتراوح وزنها بين عشرة أطنان وحتى خمسين طنا. وفي أحد الفصول ، تبين أن جزيرة البحرين توفر ثلاثة آلاف وخمسمائة سفينة من مختلف الأحجام بينما يوفر الساحل الفارسي ألف مركب وان المسافة بين البحرين ومدخل الخليج ـ بما فيها ساحل القراصنة ـ فيها سبعمائة مركب ويقدر ثمن اللؤلؤ الذي يتم الحصول عليه من مختلف هذه الموانئ ب ٤٠ لاك من الدولارات ، أو أربعمائة ألف جنيه. وتحمل مراكبهم طاقما يتراوح عدده بين ثمانية أشخاص إلى أربعين شخصا. وبهذا يكون عدد الأشخاص الموظفين في الملاحة في موسم الصيد أكثر من ثلاثين ألفا. ولا يتلقى أي واحد منهم أجورا محددة ، بل لكل منهم نصيبه من الأرباح الكلية. وثمة رسوم صغيرة تفرض على كل قارب من شيخ الميناء الذي تعود إليه. وفي هذه الفترة يعيشون على التمور والأسماك التي تكثر في هذا المكان وتتصف بنوعيتها الجيدة. ولهذا كانت هدايانا الصغيرة من الرز إزاء هذا الطعام الشحيح تشكل مصدر ترحيب كبير ، وهم يغطون أجسادهم بثوب أبيض ، لكن على وجه العموم ، وفيما عدا وزرة تستر الجزء الأوسط من أبدانهم ، فإنهم عراة تماما. وعند ما يوشكون على القيام بأعمالهم تراهم يقسمون أنفسهم إلى قسمين ، يبقى القسم الأول في القارب لجذب أولئك المنهمكين في عملية الغوص. أما القسم الثاني فيزودون أنفسهم بسلة صغيرة ويقفزون من جانب المركب إلى البحر ويضعون أقدامهم فوق إحدى الصخور المربوطة بأحد الحبال. وعند إعطاء الإشارة يرخى الحبل ويغوصون إلى القاع وعند ما يكون المحار كثيرا ، فقد يرسل ثمانية إلى عشرة