ساحل (مكران) الذي برغم أن أحد المسوحات البحرية التي كلفت نفقات باهظة قد عينت المواقع الجغرافية للمدن فيه ، فإن هناك نقصا في كل المعلومات الخاصة بالسكان. والملاحظات العامة التالية تشمل موضوعات عدة لم أتطرق إليها في الصفحات السابقة.
إنني لم أجد تثبيت حدود المقاطعة أمرا أسهل مما كان عليه الحال عند تثبيت حدود حضرموت واليمن. فتحت اسم (عمان) ، يفهم بعض الجغرافيين كل ذلك الخط الذي يحيط بأقاليم حضرموت والاحساء ونجد. أما بالنسبة لسكان البلاد أنفسهم ، فإن مثل هذا التقسيم في الوقت الراهن غير معروف. ولدى حديثهم عن (عمان) ، فإنهم لا يعنون إلا المنطقة الواقعة بين أراضي (جعلان) و (الباطنة). وإذا كانت الأبحاث والاستفسارات التي أقوم بها بلا أي نتيجة مرضية ، فإنني في تحديدي حدود المقاطعة عمدت إلى تبني الخطة التي بدت طبيعية جدا وان اعتبرها هي وحدها (عمان) التي تختلف اختلافا شديدا ، من حيث خصائصها العامة ، عن البلاد المحيطة بها والتي تقر بسيادة أمير (عمان) ، على الرغم من أنها قلما تستحق تلك التسمية بسبب بعض الصلات الواهية.
وعلى هذا الأساس ، تعد عمان شريطا ضيقا من الأرض يختلف من حيث العرض ولا يتجاوز المائة والخمسين ميل في أوسع المناطق. ويحد عمان من جهة الشرق المحيط الهندي ، أما من جهة الغرب فتحدها صحراء عظيمة وتمتد باتجاه مباشر من جزيرة (مصيرة) على خط العرض ٢٠ درجة و ٤٨ دقيقة وخط الطول ٥٨ درجة و ٥٦ دقيقة مسافة أربعمائة ميل تقريبا وحتى (رأس مسندم) على خط العرض ٢٦ درجة و ٢٤ دقيقة وخط الطول ٥٦ درجة و ٣٩ دقيقة حيث تنتهي على شكل زاوية حادة.
ويقسم سكان البلاد هذا الجزء من الجزيرة العربية إلى أربعة أقسام : القسم الأول وهو (جعلان) ويشمل (بني بو علي) وذلك الجزء من البلاد الممتد إلى جنوب شرقي (بدية) ؛ القسم الثاني وهو عمان ويمتد من (بدية) وإلى الشمال الغربي في (مقنيات) ؛ القسم الثالث وهو (الظاهرة) ويمتد من (مقنيات) وحتى (البريمي) ؛ القسم الرابع وهو (الباطنة) ويمتد على شكل شريط ضيق بامتداد الساحل من (السيب) وحتى (خور فكان). ويمكن توضيح الملامح العامة للإقليم على الوجه التالي سلسلة من الجبال التي تشكل جزءا من سلسلة أكبر