ولأجل الحصول على تربة أفضل وإرواء أسهل ، قام العرب بإزالة التربة حتى عمق ستة أو سبعة أقدام وملئها بالماء كليا أو جزئيا حسب رغبتهم. وبعض هذه الجداول من الأملاك العامة ، في حين يملك البعض الآخر منها الأفراد أو الشركات. وفي أحد الأماكن التي يطلق عليها اسم (أم طايف) ، بالقرب من (مسقط) ، قام الإمام ببناء أحد الأفلاج بكلفة أربعين ألف دولار ، غير أن الماء كان عسرا يصعب شربه مما اضطرهم إلى التخلي عنه. وثمة مقاطعة في عمان الشمالية ـ حيث يندر وجود هذه الجداول ـ تستمد قيمتها من موقعها بالنسبة لهم. وبعض هذه الأنهار الثانوية يجف أو يتناقص ماؤه في فصل الجفاف فيتم إرواء الأرض من الجداول الرئيسة. وفي منطقة (نخل) القريبة من (بركاء) دفع مبلغ مقداره أربعمائة دولار لتوفير الماء ساعة واحدة كل خمسة عشر يوما ، ولما لم تكن لدى الناس ساعات ، فقد لجأوا إلى النجوم ، حيث يحسبون ظهورها وغيابها بعد أن تعلموا ذلك جيدا.
إن الماء ، كما هو معروف ، يعطي خصوبة غير محدودة تقريبا للتربة في المناطق ذات المناخ المداري. والتربة في الواحات مشبعة دوما بالرطوبة. أما الأوراق وغير ذلك من النباتات الخضر لا تحتاج إلا إلى القليل من السماد بعد تفسخها ، لتعود إلى الحياة. وتتم الزراعة إلى حد كبير تحت ظلال الأشجار ، كما أن المساحات المفتوحة تترك لزراعة الحبوب وقصب السكر الذي يحتاج إلى أشعة الشمس كي ينضج. ويزرع القمح في الجزء الأخير من شهر أكتوبر / تشرين الأول في حين يتم الحصاد مع بداية مارس / آذار أو في منتصفه. وفي المناطق التي تتوفر فيها وسائل الري الدائم ، تنتج الأرض محصولا واحدا من القمح ومحصولين من الذرة. أما الشعير فيزرع بعد شهر واحد على زراعة القمح. ولا ينمو الرز في عمان ، ولهذا لا يجد السكان ما يكفيهم لسد حاجتهم منه فيستوردون كميات كبيرة من بلاد فارس و (مكران) وتنتج الواحات خمسة عشر إلى عشرين ضعف من القمح ، وبنفس المقدار أيضا تنتج الشعير. أما الذرة فيتراوح إنتاجها ما بين ثلاثين إلى أربعين ضعف. وقد ذكرت في مكان سابق المظهر الفريد الذي تظهر به هذه البساتين خلال مختلف مراحل الإنتاج.
ومن المكان المرتفع للجبل الأخضر ، يختلف العديد من الوديان التي تتشكل بفعل السلاسل العليا ، عن السهول الموجودة إلى أسفل من حيث التربة وأسلوب الزراعة.