سلكتها قرب (بني بو علي) أشجارا كثيفة ومنها أشجار الصمغ العربي. وأعظم هذه الأشجار يطلق عليها العرب اسم أشجار (الغاف) و (السمر). ويرى الناظر الصمغ وهو يسيل منها. ومع هذا فإن الصمغ العربي الحقيقي لا يتوفر إلا في النوع الثاني على الرغم من أن النوع الأول قد يعوض عن الثاني ولو أنه بنوعية أقل جودة. وتستخدم هذه الأشجار لصنع الفحم ، وهناك وصفات طبية يقال أنها تستخرج من لحاء أشجار (الغاف). ويستخدم الخشب لصنع أدوات الزراعة ومقابض البنادق وغير ذلك من المواد التي تحتاج إلى صلابة وقوة. ولا يوجد في (عمان) خشب يصلح للبناء ، فجذوع أشجار النخيل تستخدم عادة في تشييد البيوت وهي قلما تصح للبناء لأنها ليست صلبة وسرعان ما تتعفن (١).
أما أشجار الطرفاء فكثيرة جدا. وتتعذى الإبل على أغصانها وأوراقها اللينة حيث يجمعها البدو عن طريق ضرب الأشجار بالعصي فتسقط الأوراق فوق قطعة من القماش توضع لهذا الغرض تحت الشجرة ، وعلى الجبل الأخضر لاحظت العديد من الأشجار المختلفة التي لا توجد في السهول. وفي بعض القنوات التي تجري فيها المياه ، امتدت جذور أشجار التمر الهندي والسدر (النبق) على الرغم من قيعانها الصخرية ، ولكن على وجه العموم ، نجد أن سفوح الجبال وقممها جرداء ، وتنمو أشجار التمر الهندي بكثافة فوق بعض السهول وهي أشجار ضخمة وجميلة إلا أن سكان (عمان) ، شأنهم شأن مواطني الهند ، يؤمنون بأن النوم تحتها ، وخاصة في الليل ، ينطوي على خطر كبير.
ولم أشاهد في عمان أشجار اللبان أو دم الأخوين على الرغم من وفرتها على التلال في إقليم حضرموت القريبة. ويقول العرب إنها لا توجد غربي مقاطعة (المهرة) (٢). وعلى حدود الجداول تكثر أشجار الألوة. وهناك أشجار يسميها العرب (succul) تشبه من حيث توزيع الأوراق والارتفاع أشجار الألوة ، وهي موجودة في سوقطرة وعلى ساحل الجزيرة العربية ، إلا أنها ذات لون لازوردي بدلا من أن تكون بنية فاتحة. وهذه الأشجار ريانة وغير
__________________
(*) استخدم العمانيون الخشب الصلب لأنواع من أشجا السنط مثل القرط والسدر وهي متوفرة محليا.
(**) أرض اللبان قديما شملت منطقة واسعة بما فيها قمم جبال كورسيان بحضرموت أما أشجار دم الأخوين فقد اشتهرت بها جزيرة سو قطرة قديما ولا زالت حتى اليوم.