ظهورها البتة ، بل يدفعون الحيوان إلى خفض رقبته كي يضع قدمه عليها وما أن ترفع الإبل رأسها حتى يتمكن الراكب من الجلوس على ظهرها وتشعر الإبل بالسرور عند ما ينجح أحد الغرباء في الجلوس فوق ظهرها.
وللجمل العربي سنام واحد دائري الشكل وكثير اللحم. وما أن يبدأ بالإحساس بغزو الجوع حتى تحدث له متغيرات مدهشة. فهو من خلال امتصاص هذا الجزء الناتئ في الجسم يتمكن من توفير غذاء آخر. ولا يظهر الجسد أي نقص في هذا الجزء الناتئ الضخم إلى أن يبقى جزء صغير آخر من السنام باستثناء العظام والعضلات. هكذا كان تفسير البدو عموما الذين أعتقد أن أسلوبهم في الملاحظة يجعل آرائهم موضع احترام. وتبدو الجمال وهي صغيرة السن حيوانات جميلة ، ولكن عند ما تتقدم بها السن ويصيبها التعب لكثرة الأعمال ، تبدأ بفقد وبرها وتصبح حيوانات يصعب النظر إليها. وبصورة عامة ، نلاحظ أن الإبل مكسوة بطبقة من الوبر البني الفاتح. إلا أن هذه الطبقة عند الجمل العربي أو جمل الصحراء أقل وبرا من مثيلتها عند الإبل الآسيوي الذي نجده مكيفا على نحو أفضل لمناخ تلك المناطق. وقد شاهدت في شبه الجزيرة العربية جملا أسود تماما. لكن الجمال الموجودة على ساحل (النوبة) بيضاء اللون. وتشبه عين الجمل عين الغزال ، فهي كبيرة وسوداء وناعمة وجاحظة وتحتفظ ببريقها مهما كان وهج الشمس أو الرمال شديدا. أما أرجله فكبيرة الحجم وعرضية الشكل يغطي الجزء الأسفل منها جلد صلب ومرن مكيف تكييفا جيدا للسير على التربة الجافة ، إلا أن هذه الأرجل سرعان ما تخفق عند السير فوق الأماكن الزلقة أو المبتلة. وليس هناك حيوان يحب التربة الرملية المتناثرة كالجمل. ويستطيع ارتقاء المسالك المنحدرة والوعرة بنفس السهولة التي ترتقى فيها البغال هذه المسالك شريطة أن تكون خشنة.
وتكون أسعار الإبل في عمان باهظة. وأعرف أن مائة وأربعين دولار قد دفعت ثمنا لأحد الجمال. وأفضل الإبل تلك التي تتصف بصدر عميق وجذع ضخم. أما معدل سعر الجمل الواحد فيتراوح بين ثلاثين إلى خمسين دولار.
أما طول رقبة الجمل فيساعده ، دون أن يتوقف ، على قضم الأعشاب الشائكة الواسعة الانتشار في الصحراء. وعلى الرغم من أن بعض الأشواك يمكنها أن تثقب حذاء سميكا ،