عشرين إلى أربع وعشرين ساعة متعاقبة. لكن هذه السرعة تزداد حسب مقتضيات الضرورة لتصل إلى ما بين ثلاثة عشر إلى خمسة عشر ميلا في الساعة. وتعد أنثى الجمل أسرع من الذكر ، لكن البدو يفضلون ، على الرغم من ذلك الذكر بسبب معنوياته العالية. أما حمل الجمل فيختلف اختلافا بينا. ففي مصر ، وعند ما يكون الجمل مزودا بغذاء جيد ، فإنه يستطيع أن ينقل حمولة يصل وزنها ألف رطل. إلا أن الحمولة الاعتيادية في رحلة القافلة تتراوح بين مائتين وخمسين إلى خمسمائة رطل. والمعروف أن الجمل يسير سيرا أخرق ، وهو في سيره وخببه السريع وعدوه عنيف وغير مريح.
ويقوم البدو بتزيين رقاب هذه الحيوانات بشريط من قماش أو جلد معلقة به قطع صغيرة من المحار على شكل هلال. ويضيف الشيوخ إلى هذه القطع بعض الزينة المصنوعة من الفضة ، وبهذا فإنها تظل حتى يومنا هذا جائزة ثمينة لمن يريد سرقتها. وثمة إيضاح في الكتاب المقدس (سفر القضاة ، ٢٠ : ٣ ، ٢٦) حيث يرد ذكر زينة الجمال في معرض الحديث عن المجوهرات وغيرها من المواد الثمينة. وتثبت قطع المحار بخيط شبه دائري ومن هنا جاءت العبارة «زينة تشبه القمر».
ولا يتعرض الجمل إلا لبعض الأمراض القليلة. ففي المناطق الرطبة تتصدع أقدامه وتنتشر عليها التقيحات وإذا أصابها العفن فتكون الإصابة قاتلة. وقد قضى المئات من الجمال عند ما بقي الحجاج القادمون من الشام في خيامهم قرب حلب وغيرها من المدن الكبيرة. وأفضل علاج لذلك هو الزيت. ويقال أن تورم الغدد في الرقبة والذي يؤدي إلى موت الجمل في غضون ثلاثة أو أربعة أيام ـ وإصابة القولون من الأمراض التي تنتشر في الربيع والخريف من كل عام. ويفيد الكي في علاج كل هذه الأمراض.
وعند ما يرفض أحد الجمال النهوض وهو في رحلة ، فإن العرب عموما يتركونه ليواجه مصيره. وقلما ينهض الجمل ثانية على قدميه ، لكن هناك حالات نهضت بها الإبل وواصلت الرحلة لعدة أيام. وقد مررت بمثل هذه الجمال التي تركت وشأنها ولا حظت نظراتها الحزينة وهي صامتة تراقب القافلة وهي تتوارى عن الأنظار. عند ما يلام العربي بسبب لا إنسانيته ، لأنه لا يضع حدا لمعاناة الحيوان ، فإنه يرد بأن القانون يحرم قتل الحيوان