لإصابتي لأنه جذب لجام جواده وانضم من جديد لبقية الأشخاص بينما وصلت بسلام إلى السور. ربما كان هؤلاء هم نفس الرجال الذين قتلوا الرسولين اللذين أرسلهما إلى أمام (مسقط) ، وقد أشار إلى ذلك (سعيد بن كلفان) في رسالته المنشورة في الملحق.
قبل يوم واحد من تسليم الجواد لي ، كان قد قدّم هدية من أحد شيوخ نجد إلى الإمام. ولما كان هذا الجواد قد نشأ وسط جو عائلي واعتاد على الوجود في خيمة إحدى الأسر في تلك البلاد ، فقد اكتسب درجة عالية من الطاعة وسهولة الانقياد والسرعة التي تميز أصالته العربية. ولتجنب حرارة الشمس الشديدة والحفاظ على سلامة الإبل ، كان البدو يعمدون إلى التوقف غالبا خلال رحلتنا مدة ساعة في منتصف النهار. وفي هذه المرات ، كان جوادي السيد يبقى ساكنا بلا حراك بينما ارتاح أنا فوق الرمال يحجبني جسده عن أشعة الشمس. وكان دوما يبحث عن وجبة غذائي المؤلف من التمور ليشاركني فيها. وكلما توقفنا ، ورفعنا عنه السرج واللجام ، نتركه حرا طليقا يتجول وسط مضاربنا. وعند غروب الشمس كان يأتي لتناول الذرة عند سماع صوتي وأنا أناديه. وفي أثناء الليل ، ودون أن يكون مشدودا إلى حبل ، كان يتخذ مكانه على بعد بضع ياردات من سيده. وفي أثناء رحلاتي على امتداد ساحل عمان ، كان غالبا ما يرافقني ، وحتى في رحلتي على ظهر أحد المراكب من مسقط إلى الهند.
ولما أجبرتني أحوالي الصحية على العودة إلى إنكلترا برا ، لم أتمكن من اصطحاب جوادي معي. وعند الافتراق عن هذا المخلوق المخلص المتعلق بي الذي رافقني في مغامراتي وأخطاري ، فإنني لا أشعر بالخجل أن اعترفت بأن شعورا عاطفيا اجتاحني يشبه ذلك الشعور الذي نشعر به عند مفارقة صديق مجرّب ذي قيمة.
إن العديد من جياد الإمام هي من أحسن الجياد النجدية ويقدر ثمن إحداها ما بين ألف وخمسمائة إلى ألفي دولار. وكان لديه جواد أعتقد أنه من أجمل ما رأيت في حياتي من خيول يوازي نفس الثمن. وكان الإمام يحتفظ ببعض خيول الاستيلاد في مسقط ، إلا أن العدد الأكبر منها موجود في (بركاء) و (السويق) حيث يزداد الاهتمام في هاتين البلدتين بإنجاب هذه الحيوانات النبيلة وتربيتها. أما الجمال والحمير فإنها تستخدم أكثر للسفر في