عمان. وعلى الرغم من أن شيخا من الشيوخ قد يعتقد في بعض الأحيان أن ركوب الحمير غير مناسب ، فإن بقية فئات الشعب ليست بهذه الدرجة من الحساسية. والحمير كبيرة الحجم ، قوية الأبدان وتتحمل مصاعب شتى. ويهتم العرب اهتماما كبيرا بها ، ويبلغ ثمن أفضل أنواع الحمير ما بين أربعين إلى خمسين دولار. والحمير التي تعبر الجبل الأخضر تتصف بثبات الخطوات والجلد وتضاهي البغال التي تعبر أكثر المضايق صعوبة ذات الصخور الكلسية الزلقة دون أن تزل لها قدم واحدة. ويصدر عدد كبير من الحمير بحرا من عمان إلى موانئ بلاد فارس الشرقية وكذلك إلى جزيرة فرنسا حيث تقدر بثمن عال (١).
أما الجاموس فهو غير معروف ، في حين لا توجد أعداد كبيرة من الثيران ، وتمتاز بوجود الحدبة على ظهرها وهذه علامة فارقة على الثيران الأفريقية. وفائدة الثيران في الزراعة وغير ذلك من الأشغال الأخرى عظيمة مما لا يسمح بذبحها من أجل لحومها باستثناء المدن الكبيرة. وتستخدم الثيران بالدرجة الأساس لسحب المياه وفي الحراثة وفي الدوس على المحاصيل. أما على ساحل البحر حيث يندر وجود العلف ، فإن الثيران تتغذى على التمور أو الأسماك الطازجة أو المملحة.
ويكثر وجود الماعز في عمان ، إلا أن الأغنام قليلة ، وتكون سوداء اللون وصغيرة الحجم. وبما أنها تتغذى على الأعشاب العطرية التي يكثر وجودها في البلاد ، فإن لحومها لذيذة وذات مذاق جيد. أما إليتها فهي أصغر من إلية مثيلتها الأفريقية ولكنها أكبر حجما من الأوروبية. ولا يقوم العرب بإخصاء الأغنام أو الماعز ، لكنهم يقضون على عضو الذكر التناسلي بالربط المحكم.
وإذا ما استثنينا الطيور التي تكثر في عمان وتباع بثمن رخيص ، فإن عرب عمان لا يملكون الدواجن الأليفة. والطرائد نادرة. وطيور الماء الوحيدة التي شاهدتها في أثناء إقامتي هي بعض البط البري ، لكنه ليس للصيد. في حين يكثر الحمام والزقزاق واليمام ، إلا أن العرب لا يكلفون أنفسهم عناء صيدها ، أما السمّان ذو اللون البني الشائع ، أو ما يسمى
__________________
(١) لقد لاحظت انه لا توجد في عمان أي واسطة من وسائط النقل الحديثة (بداية القرن التاسع عشر) وينطبق الشيء نفسه على كل الأقسام التي شاهدتها من جزيرة العرب.