وبيعه والمال المكتسب من جراء بيعه محرم أيضا. وتصنع كميات كبيرة من النبيذ في (الجبل الأخضر) حيث يعب منه السكان بكل حرية وعلانية. وفي المدن الكبيرة التي يصنع فيها السكر ، يتم تقطير نوع من شراب الرّم من حثالة السكر ويباع على الفور في البلاد. أما المقامرة ، فعلى الرغم من تحريمها في القرآن الكريم ، فإن السكان ينغمسون فيها كما هو حالهم في لعب الشطرنج وبعض أنواع القمار الفارسية التي تلعب باستخدام الورق المستورد من الهند. أما بقية أنواع التسالي لديهم فقليلة جدا. فلديهم مثلا رواة الحكايات الذين يقومون بالغناء أثناء الاحتفالات والأعياد حيث يصدحون بالغناء بأعلى أصواتهم. أما العرافة أو الرجم بالغيب فيمارس بأساليب شتى. لقد ذكرت قبل الآن حرق عظم الكتف الذي يدعي العراف أنه من خلال ذلك يحصل على معلومات استثنائية تقدمها أرواح خفية تظهر بعد عملية حرق جزئي. وهناك أيام معينة في الشهر تحدد على أنها أيام نحس وفيها لا يحدث أي قتال ولا إنزال لأي جنود ولا إبحار. كما يلجأون إلى السحرة لمعرفة السارق ، ويتبع هؤلاء السحرة نفس خطط السحرة في الهند. ويحب كلا الجنسين المراجيح حبا جما حيث يجلسون فوق قطعة خشبية مربوطة إلى حبل مثبت بغصن إحدى الأشجار. ومما يدعو إلى الغرابة أن العرب وبرغم حظر القرآن ، قد عدّوا دوما من الأمم المحبة للغناء ، والعديد من البحوث كتبت بلغتهم عن تآلف الألحان ، إلا أنهم لا يملكون آلات موسيقية خاصة بهم وان مجرد الاحتفاظ بهذه الآلات في بيوتهم يعد أمر مشينا. إلا أنهم لا يمانعون من الإصغاء للإماء وهن يعزفن على الآلات الموسيقية التي تستورد من أفريقيا. وأبرز هذه الآلات ما يشبه آلة الغيتار لكنها بستة أوتار مثبتة فوق رق منشور على طاس خشبي ويصدر أصواتا مزعجة. أما الطبل ، وهو من ابتكار جزيرة العرب ، فلا يزال يستخدم من نفس الطبقة من الناس وهو عبارة عن جرة من الطين تستخدم بدلا من بطن الآلة. ويستخدم الطبل غالبا لدعوة الجند. كما يوجد قرن طويل مقوس إلى أعلى ويستخدم لنفس الغرض.
وفي (السويق) شاهدت الاحتفال بالعيد احتفاء بذكرى كفّ الله يد إبراهيم عليهالسلام (١). والاحتفال هنا أقل أبهة مما شاهدت في أجزاء أخرى من الجزيرة العربية. ولما
__________________
(*) يشير بذلك إلى مناداة الله لسيدنا إبراهيم بالكف عن ذبح ولده سيدنا اسماعيل الذي ، كما نعلم ، فدي يكبش يذبح عوضا عنه ، والعيد المقصود هو عيد الأضحى.