كان دينهم يمنع الأفراد من كل طبقة من ارتداء الثياب الغالية (١) ، فإنهم لا يملكون الكشمير الباهظ الثمن ، ولا تضع النساء المساحيق على الأوجه ولا يثقلن أنفسهن بالخواتم والزينة الفضية. أما الرجال فيسلون أنفسهم بسباق الجياد والإبل وبرقصة الحرب التي شرحتها في القسم الخاص بعرب (بني بو علي). وهناك تسلية أخرى لم أشاهد مثلها في مكان آخر : حيث تقف مجموعة من الرجال في خطين على بعد عشر أو خمس عشرة ياردة ويقترب هؤلاء من بعضهم بعضا على صوت قرع الطبول الذي يقوم به اثنان من العبيد يتخذان موقعهما وسط الجماعتين. ويقترب هؤلاء بخطوات بطيئة ومحسوبة وما أن يصبحا على بعد ياردتين حتى ينسحبان إلى مكانهما السابق بعد أن يحني كل واحد رأسه. وظل الفريقان يقتربان وينحنيان ويعودان أدراجهما إلى الوراء طيلة مدة بقائي هناك.
إن أوضاع السكان على وجه العموم أفضل من وضع بقية معظم الأمم الشرقية. وإذا كانت حكومة بلد ما يقاس خيرها من شرها وقف ما يتمتع به السكان من استقلال أو راحة أو عكس ذلك ، فإن حكومة عمان تحظى بمكانة عالية في هذا الصدد. وباستثناء (مسقط) وغيرها من المدن الساحلية ، فإن الشحاذين نادرون. ويبدو الجزء الأعظم من السكان وهو يرتدي الملابس الأنيقة ويعيشون في مساكن جيدة ومعفون من دفع الضرائب والرسوم. وإذا كانت البلاد تفتخر بعدم وجود الرأسماليين أو الإقطاعيين الكبار ، إلا أن هناك البعض ممن يعيشون في ظروف متدنية جدا أو فقيرة. وتتألف ثروتهم في قسمها الأعظم من بساتين النخيل ، وكل شجرة مسجلة في سجلات. وتركات الزواج والإرث الخاصة به تتكون منها لا أكثر.
يتكون ، رداء الطبقات الدنيا من أزار يلف من حول الخاصرة يسمى (لونجي) وعمامة من الكتان تصنع على سواحل (بركاء) وعباءة خشنة. أما رداء الطبقات العليا فيتكون من قميص طويل يرتدون فوقه عباءة من قماش رقيق بني اللون عادة ومفتوح من جهة الصدر وعند الأكمام. وفوق هذا يرتدون عباءة ذات لون أبيض أو غامق مصنوعة من نسيج ناعم جدا مستورد من نجد عادة. وثمة لفاع كشميري يلف به الرأس كالعمامة ، وحزام للخنجر
__________________
(*) هذا القول لا صحة له.