يكمل الزي. وتستخدم جميع الفئات نفس الصندل ، أما أسلحتهم فتتألف من البندقية كالتي تستعمل في عموم بلاد الشرق ، وتكون الماسورة طويلة جدا ومزخرفة بالذهب والفضة في حين أن السيف مستقيم ومزدوج الحافة ، رقيقها ، ويبلغ طوله حوالي ثلاثة أقدام وله مقبض طويل ولا يحتوي على غمد. ويبلغ طول الخنجر عادة حوالي عشر بوصات وله مقبض مزخرف بالذهب إن كان صاحبه ثريا. ويبلغ قطر الدروع عندهم حوالي أربع عشرة بوصة وتكون مربوطة برباط جلدي إلى السيف. وأفضل الأنواع وهي المصنوعة من جلد جاموس البحر ، مستوردة من الحبشة. والذين يصحبون الشيخ على ظهور الجياد يحملون الرماح التي يبلغ طولها خمسة عشر قدما ، ومزينة في طرفها الأقصى بخصلة ريش.
وفيما يخص الطعام ، فإن الشيوخ والطبقات العليا يتناولون مختلف أنواع الأطباق التي تطبخ على الطريقة الفارسية. ولحوم الجدي والضأن والإبل غالية الثمن إلى حد ما ، ولا بد أن تكون تكاليف مائدة الشيخ كبيرة جدا خاصة أن الضيافة تقدم مجانا. علاوة على هذه المواد ، فإن الرز وكميات كبيرة من السمن تستهلك على نطاق واسع. أما الغذاء الرئيس عند الطبقات الأكثر فقرا ، بل حتى الطبقات المتوسطة ، فيتألف من التمور والأسماك. وأسعار هاتين المادتين رخيص جدا كما إنهما متوفرتان بكثرة ، لهذا فإن قطعان الماشية نفسها تتغذى عليها. ويستخدم عامة الناس القليل من الطعام الحيواني غير أنهم لا ينفرون من تناول لحم البقر على العكس من سكان الحجاز واليمن. كما أن هؤلاء السكان يهوون الخبز المصنوع من القمح حيث يخبز بشكل قطع رقيقة على جمرات النار ، أو يوضع في أفران مشيدة على شكل جرة. ولا تحتاج هذه الأفران إلا إلى كمية قليلة من الوقود كي تصبح حارة وتوضع أقراص الخبز على الجوانب. ويتناول السكان القليل من الذرة لأنها ، كما يقول السكان ، تسبب الغازات وسوء الهضم. وتحول الذرة إلى طعام عن طريق مجرشة يدوية (١) التي يشيع استخدامها في جميع أجزاء الشرق ، وهي موجودة حتى في (اسكتلندا) ويطلق عليها اسم (quern). وربما يمكن القول أنها من أكثر الأنواع البدائية في العالم إذ تتألف من قطعتين دائريتين من الحجر يبلغ قطر الواحدة حوالي القدمين. وتكون القطعة الحجرية
__________________
(*) هي ما يعرف ب (الرّحى).