الفصل الرابع والعشرون
المعمار ـ موجز لتاريخ عمان
باستثناء (الرستاق) و (مسقط) المشيدتين بالحجارة ، فإن البيوت في جميع أرجاء عمان مبنية أما بالآجر المجفف تحت أشعة الشمس أو بالحجارة غير المهندمة التي استعمل الطين لتثبيتها. وعلى هذا الأساس فهي مبان قلما تكون مرغوبة ، كما أن زخة مطر قوية تستمر بعض الوقت كافية لان تسوي بالأرض العديد من هذه المباني. وللوقاية من الحوادث يستخدم السكان مادة رابطة مؤلفة من الطين والقش والحصو وتسوى وتثبت باليد فقط. البيوت الكبيرة الحجم تكون مربعة الشكل ومشيدة من حول فناء مكشوف. وحول كل طابق ثمة ممر ينفتح من جوانبه على العديد من الحجرات. وتكون هذه الحجرات فسيحة الأرجاء مرتفعة وبسقوف خشبية ذات تصاميم مرسومة رسما فجا. أما الجدران البيض ، فمكونة من القصب وعلقت عليها سروج جيادهم وإبلهم. وتصنع الأرضيات من الطين الذي تتم تسويته وتقويته بمدماة ومن ثم تغطى بالحصران. ولا يشاهد أي أثاث في غرفهم ، ويتناولون طعامهم فوق سجادة تفرش لهذا الغرض. ولهذه البيوت باب واحد ومحاطة بسور وتبدو مصممة كأماكن دفاعية. ويسكن الفقراء في بيوت مشيدة بنفس مواد البناء وتتكون من غرفتين مربعتين الواحدة فوق الأخرى ، تكون الغرفه العلوية للحريم أما السفلية فلاستقبال الزوار.
تعد (مسقط) سوقا عظيمة للرقيق. وكل ما تحتاجه سواحل الخليج العربي وبغداد والبصرة من رقيق يتم شراؤه من هذا المكان. وكان الأئمة فيما مضى من الزمن منهمكين في هذه التجارة ويحققون عوائد مالية سنوية تقدر بستين ألف دولار. أي ما يقرب من ثلاثة عشر ألف باون. إلا أن (السيد سعيد) تخلى عن تجارة الرقيق على نحو لم يسبق له مثيل في محاولة منه لاسترضاء حكومتنا التي كانت آنذاك جادة في محاولاتها للقضاء على هذه التجارة. ولم يتلق شيئا لقاء ذلك. فهل هذا سخاء؟ أهو صحيح؟ لقد سبق أن قدمنا لأسبانيا وهي حكومة