الفصل السادس
مضارب بني بو علي
توجهت وقت الظهيرة بمرافقة سلطان ، ابن شيخ القبيلة ، لزيارة زوجة الشيخ العجوز وشقيقته ، وكان الشيخ غائبا آنذاك بسبب ذهابه إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. اجتزنا فناء قذرا تحتشد فيه قطعان الحيوانات ودخلنا منزلا صغيرا بعد أن ارتقينا درجة عند مدخله. كانت هذه الدرجة بمثابة حاجز يحول دون المتطفلين ، إلا أنها كانت غير كافية كما يبدو ، لأن العديدين تمكنوا من القفز من فوقها ولكنهم طردوا حال وصولنا. لقد وجد بدو الصحراء أن من الضروري الإبقاء على قطعانهم قريبة منهم لأسباب أمنية. ولما كان هؤلاء آخر من يترك عاداته من الناس في العالم ، فإن الشيء نفسه يفعلونه عند ما يكونون في المدن. قبل بضعة أشهر ، وعند ما احتلت قبيلة عسير (Mocha) (المخا) ، فإنها أبقت على أغنامها معها في الأجزاء العليا من بيوت شاهقة في تلك البلدة. استقبلتني السيدتان وهما جالستان فوق دكة ترتفع حوالي قدمين عن سطح الأرض وكانتا مبرقعتين من قمة الرأس حتى أخمص القدمين ، ولم يكن في المستطاع رؤية إصبع واحدة طيلة المقابلة. ولكن تعويضا عن خيبة الأمل هذه ، بقيت في الحجرة بعض الفتيات الحبشيات للسهر على خدمتهن وكن في غاية الجمال. وعبرت السيدتان عن بالغ سرورهما لأنهن قابلن أخيرا رجلا إنكليزيا. إلا أنهما تحدثتا عن (السيد سعيد) بازدراء ولم تخفيا رغبتهما في التخلي عن الرابطة الواهية التي تربطهما به الآن. وقالتا : «إن ما نريده هو حماية الإنكليز لنا. وإذا ما وفرت حكومتك لنا ذلك ، ورغبت بعد ذلك بأن يكون لها ميناء على الساحل ، تستطيع من خلاله القيام بالتجارة مع (عمان) ، وبقية البلاد ، فإننا على استعداد لتوفير ذلك بكل سرور». وعند ما ازدادت ثرثرتهما ، وجدت صعوبة في منعهما من إرسال من يأتي ببقية أفراد القبيلة من الجبال.
أشير عليّ أن أنظر إلى مجموعة من الخيام وبعض الحاجيات الأخرى التي أرسلتها حكومتنا هدية لهم. على الرغم من إننا قد نضمر الآن عاطفة مغايرة إزاء هجومنا الأول على