بكثرة في المكان. إذ كلما حدث مثل هذا الشيء ، إلا إذا قطع الصياد خيط صنارته ، وهو ما لا يرغب القيام به لأن القرش أثمن من أي سمك آخر ، لا شيء يحول بين فلكه وبين اللحاق بالقرش. ونتيجة لذلك ، يضطر الصياد في بعض الأحيان إلى الانجراف بعيدا في عرض البحر. ولصيد هذه الوحوش لا بد من بذل جهود جبارة لأنها تناضل بشدة من أجل التخلص عند ما تجذب قريبا من السطح. وإذا حدث وإن قلبت الصياد من مكانه ، فإن هذه الوحوش كما يقال تندفع صوبه على الفور. إنني أعرف بأن حوادث كثيرة كهذه قد وقعت ، لكن إن نجح الصيادون في جره على امتداد الفلك ، فإنهم يتمكنون من قتله ببضع ضربات على الخطم. وبعد أن يجلب السمك إلى الساحل ، فإنه إما يجفف أو يملح. أما إذا زاد عن الحاجة فيتم نقله إلى عمق البلاد ويقايض بالتمور والقماش. وفي موسم البرد يقيم العرب الرعاة من أبناء هذه القبيلة في المناطق الساحلية ، بحثا عن كلأ أفضل ، فيسكنون في خيام صغيرة ، كما لاحظت ، تقام بواسطة الأعمدة وتغطى بالجلود. ولكن مع اقتراب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية ، ينسحبون إلى التلال ويصبحون أشبه بسكان الكهوف المنعزلين. وهناك يستقرون في أكثر الوديان عزلة مع قطعانهم ، حيث يكون الكلأ فيها أفضل من السهول. وسمعة هذه القبيلة سيئة وسط جيرانها ويقال أنها لا تتورع عن نهب الزوارق التي قد تقع في أيديهم لسوء الحظ. وهذه القبيلة هي التي اقتربت من المركب الأمريكي (الطاووس) عند ما أوقف قرب (مصيره)(Mazura) سنة (١٨٣٥) بهدف نهبه ، كما يفترض. غير أنهم ينكرون هذا الشيء بشدة. ويشكل الحليب والتمر والسمك غذائهم الرئيس. ولما كان الماء غير عذب. فإنهم يحتسون كميات كبيرة من الحليب. ويحصلون على التمور من البساتين العامرة في بني بو علي ، وهي القبيلة التي يرتبطون بها برابطة الدم.
وتتباهى منطقتهم بكونها ذات مناخ ملائم جدا للصحة. وغالبا ما يأتي المرضى من مسقط للاستشفاء فيها فيبقون شهرين أو ثلاثة أشهر يشاركون سكانها طعامهم البسيط ويقال أن هناك فائدة كبيرة من وراء ذلك حتى في الحالات المستعصية. أما فيما يخص أساليب العقاب عندهم ، ففي حالة سرقة جمل أو خروف وما أشبه ، فإن العقوبة تكون التعويض عن الشيء المسروق شرط أن تكون هذه السرقة هي الأولى. وإذا تكررت السرقة تفرض غرامة ،