القمة. ولإضفاء مظاهر الأهمية على الزيارة سألنا حراس الأبواب عن فحوى الزيارة. وعند ما كنا نقول بأننا خدم السلطان ، يقوم الحارس بفتح الباب المزود بالسلاسل والأقفال ، وإذ ذاك ندلف إلى الداخل. القلعة دائرية الشكل ، وقطرها حوالي مائة متر وملئت حتى ارتفاع تسعين قدم تقريبا بكتل صلبة من الرمل والحجارة. وحفرت سبعة أو ثمانية آبار خلالها حيث يتزودون بالبعض منها بالماء الوفير أما الآبار الجافة فتستخدم مخازن للذخيرة.
وجدنا بعض البنادق القديمة ، إحداها يحمل اسم الإمام (سيف) والأخرى اسم (قولاي خان) القائد العسكري الفارسي الذي استولى على (مسقط) ويحيط سور يبلغ ارتفاعه أربعون قدما بالقمة ، فيصبح ارتفاع البرج مائة وخمسين قدم. ويبدو أن جهدا شاقا قد بذل في سبيل إنشائه وأنه يعود إلى زمن قديم جدا. لكن ، في هذه النقطة بالذات ، لم أستطع الحصول على معلومات مؤكدة. فالمواطنون لم يبالغوا في تقدير قوته. كما أن المدفعية والقذائف لم تكن ذات أثر قوي. ومن الصعب جدا تسلقه لشدة ارتفاعه حتى لو تم انتهاك السور العلوي. والطريق الوحيد الذي يمكنني تخيله أما محاصرة الحامية حتى يموت أفرادها جوعا أو تدمير المبنى بالألغام ، وهو أمر شاق.
ويوجد مجرى نهر جاف عند أسفل قاعدة القلعة ، التي شيدت عندها مجموعة من البيوت ، ولكنّ أمطارا غزيرة هطلت قبل ثلاث سنوات تقريبا فوق الجبال أدت إلى امتلاء المجرى بالماء على حين غرة ، واكتسحتها كما اكتسحت جزءا كبيرا من البلدة ، إذ لم يعهد أن يصل ارتفاع الماء إلى مثل هذا الحد منذ ثلاثين سنة.
تشبه (نزوى) من حيث مساحتها بلدة (منح) ، إلا أن البساتين فيها أكثر عددا. وتنمو كميات كبيرة من قصب السكر ويجري تكريره على نحو مشابه لذلك التكرير الموجود في الهند ويبدو أنهم قد اقتبسوا ذلك منذ فترة متأخرة جدا ، إذ لم يكن يوجد مثل هذا الشيء في (مسقط) سنة (١٧٦٠) عند ما زارها (نيبور). وأفضل أنواع الحلوى يمكن الحصول عليها في هذا المكان. كما تصنع فيها الأواني النحاسية بكميات قليلة إضافة إلى وجود بعض صاغة الذهب والفضة ، غير أنها تخلو من الحرفيين الفنانين لهذا تصل بقية البضائع من (مسقط). لكن لا ينبغي لي أن أتجاهل ذكر أن كميات كبيرة من الأقمشة وبعض الحصران الجيدة التي