بمبلغ لا يتجاوز الثلاثين أو الأربعين دولارا ـ بينما لا تفعل ذات الشيء بالنسبة للحيوانات التي هي أكثر قيمة وأهمية إنه لأمر مقبول ويتماشى مع الأفكار الأوروبية أن نتحدث عن رفعة الإنسان على الحيوان ، إلّا أن الرجل الآسيوي لن يفهم السبب الذي يدفعك إلى عدم علاج الحيوان. برهنت ممارستي للتطبيب أن مجاله واسع جدا ، فإذا لم نكن في سفر ، فإن الجزء الأول من النهار مخصص لعلاج. كنت دوما أحمل معي كميات كبيرة جدا من الحبوب المصنوعة من العنبر المخطوط بالأفيون واكتشفت ـ استنادا إلى خاصية العنبر التي يفترض أنها موجودة ـ بأنني لا أستطيع أن أقدم للعربي هدية أفضل منها. ومع اقتراب وقت الظهيرة ، خرجت للسير بمفردي مصطحبا معي بندقيتي بعد أن دونت ملاحظاتي ، ثم رافقني بعد ذلك حشد من الصبيان الذين كانوا يجمعون الأزهار والأعشاب الصحراوية. ولكي أتجنب شكوكهم ، عزوت بعض الخصائص الطبية للمواد التي كانوا يحملونها ، وهنا لم يندهش العرب البتة لعنايتي المفرطة بهم.
كل الشرقيين ينهضون مبكرا. فالعرب يأوون إلى مضاجعهم في الساعة العاشرة تقريبا وينتهي نومهم الأول بعد منتصف الليل بوقت قصير. الطبقات الفقيرة ترقد فوق حصران مفروشة على الأرض. أما الذين يعيشون في ظروف أفضل ، فينامون فوق هيكل سريري فظ بأربعة أرجل تقطعه الحبال. وعلى الرغم من أنني عرفت بدويا في إحدى رحلاتي عبر الصحراء يسافر ثلاثة أيام والعديد من الليالي دون أن يغمض له جفن باستثناء غفواته وهو على ظهر جمله ، إلا أن مثل هذا البدوي ينام القسط الأعظم من النهار في المدينة أو المخيم دون أن يجد في ذلك عقبة تحول دون نومه في الليل ويعبر عن دهشته لأنني لا أحذو حذوه. وحالما يبزغ الفجر ، يبدأ العربي بأداء شعائر الصلاة قائلا : «لا اله إلا الله ، محمد رسول الله» ، ومن ثم يبدأ بإيقاظ أولئك النائمين من حوله (إذ أنهم ينامون على شكل جماعات في الصحراء وعلى ظهر السفينة) ويدعوهم إلى الانضمام إليه في صلاته التي يبدأها عادة بتلاوة آيات من القرآن الكريم مشيرا إلى أن الصلاة خير من النوم. ويتناولون أول وجبة طعام ويسمونهاel moza (المزّه؟) بعد ذلك مباشرة. وإذا كان الشيخ حاضرا ، فإن طعام الفطور يتكون من القهوة والرز والسمك والخضروات. أما الطبقات الأكثر فقرا فتكتفي بالتمر