الفصل الحادي عشر
بركة الموز ـ سمائل ـ السيب
من خلال ما شاهدته حتى الآن من البلاد ، وما خلصت إليه من العديد من العرب والشيوخ الذين قطعوا الطريق مرات عديدة ، لم أجد سببا يدفعني إلى القيام بأي شيء سوى التقدم صوب (الدرعية) عاصمة الوهابيين بعد أن فرغت من تقصي الجزء الشمالي من عمان. لهذا السبب رتبت بأن يواصل الملازم (وايتلوك) طريقة إلى (مسقط) للحصول على الأموال اللازمة لرحلتنا إضافة إلى البحث عن شخص له نفوذ واسع يرافقنا وهذا هو السبب الذي دفع به إلى السفر في وقت مبكر من صباح اليوم الثالث من يناير / كانون الثاني ، بينما قمت أنا بإشغال نفسي بملء الخريطة الخاصة بطريقي من (صور). ومن هذا التاريخ وحتى الثاني عشر من نفس الشهر كنت منهمكا كل الانهماك بالخريطة وبالقيام برحلات قصيرة إلى المناطق المجاورة. وفي أثناء عودتي من إحدى هذه الرحلات في صباح الثامن من يناير / كانون الثاني ، وجدت أخبارا غير متوقعة في انتظاري.
فعند ما قدمت طلبا للحكومة للحصول على إجازة والقيام برحلتي الحالية ، طلبت إعلام الوكيل البريطاني في مسقط (روبن بن أصلان) ، وهو شخصي يهودي ، بأن يدفع لي مبلغا من المال حيثما وجدت ذلك ضروريا ولكن بسبب خطأ ما ، ناجم عن ضغط في الأعمال عند مرور رسالتي بالقنصل ، لم يتم أي رد بخصوص تلك الفقرة بالذات. لكن لدى الإشارة إلى مكتب الوزير ، ساد الاعتقاد ـ عند ما زودت بشهادة توضح أنني أقوم برحلتي بموجب تعليمات من الحكومة البريطانية وتطالب بتسهيل مهمتي وتقديم كل مساعدة ممكنة لي من أولئك الذين يرغبون في الاحتفاظ بصداقتهم معها ـ بأنها ليست ذات أهمية كبيرة ، وأنني عند ما كنت في مسقط حصلت على مبلغ كبير من المال. لهذا السبب ، فإن دهشتي كانت عظيمة لما علمت من (وايتلوك) في هذا الصباح أن الوكيل رفض دفع قوائم حساباتي إلا إذا حصل مسبقا على موافقة نائب القائد (جي. بي. آينز) المسؤول عن السفينة (بالينوروس)