هذه هي مدارس الشافعية في داخل المدينة وخارجها. أما مدارس الحنفية في المدينة فهي :
(١٩٨) «البلدقية أيضا» وهي بجانب سميتها المتقدمة الذكر بنيت كذلك سنة (٦٣٥).
(١٩٩) «الحلاوية» كانت كنيسة من بناء هيلانة أم قسطنطين ولما بعثر الفرنج قبور المسلمين وأحرقوهم (٥١٨) انتقم المسلمون بأن أحالوا هذه الكنيسة مع ثلاث أخرى مدرسة، وفيها إلى الآن عمد الرخام في تيجانها نقوش تمثل أنواعا من النبات تشبه نقوش قلعة سمعان ، وكانت تعرف قديما بمسجد السراجين جعلها نور الدين مدرسة ، وجدد بها مساكن يأوي إليها الفقراء (٥٤٣) وهي من أعظم المدارس ، ومن أكثرها طلبة وأغزرها رواتب وجرايات ، درس بها جملة من العلماء. وهي منفصلة عن الجامع الكبير بزقاق ضيق في السوق قبالته من الغرب. وقد ذكرها أحد علماء الآثار فقال : إن الجزء الجنوبي منها يحتوي على بقايا بناء ديني من عهد النصرانية الأولى ، وقد أثبت ذلك التقليد القائل بأن هيلانة بنت في حلب كنيسة ، ونقوش البناء تشبه نقوش الكنائس ذات السطح المتوسط في ديار بكر والرصافة. كل هذا يدل بالنظر لصورة تيجان الكنيسة أن أصلها من بناء قام في آخر القرن السادس. ويقول هرزفيلد : إن عهد الفراغ الذي قامت فيه القبة يرد إلى تاريخ قاعتها. وكذلك الرواقان المتلاصقان من الجنوب والشمال ، وإن الناظر في مجموع هذا البناء يرى الجزء الغربي منه بيعة تغشاها قبتان أو ثلاث كان محرابا متصلا بالزقاق الآخذ اليوم إلى المدرسة والجامع الأعظم. وذكر القزويني أن في مدرسة الحلاوي بحلب حجرا على طرف بركتها كأنه سرير ووسطه منقور قليلا يعتقد الفرنج فيه اعتقادا عظيما وبذلوا فيه أموالا فلم يجابوا إليه. ومحراب هذه المدرسة العامرة اليوم بالطلبة من أجمل المحاريب عمل بخشب الآبنوس على صورة بديعة ، وكان على قبتها طائر من نحاس يدور مع الشمس.
(٢٠٠) «الأتابكية» أنشأها شهاب الدين طغرل بك عتيق الملك الظاهر غياث الدين غازي نائب السلطنة سنة (٦١٨) وخربت في فتنة التتر ثم رممت وما