ويقال على الجملة : إن الفينيقيين عبدوا في كل بلد مجموعة من الأرباب ، فأهل صور عبدوا عشتروت وملكوت وبعلا ، وأهل صيدا أشمون وعشتروت وبعلا ، وأهل بيروت عشتروت وعطارد وبعل مرقد. وتجيء بعد هذه الطبقة من الأرباب طبقة أخرى منها كالرب أبيس والرب سلمان. ومجموع الأرباب الكبرى عند الفينيقيين كمجموعة ما عبده الرومان بعد قرون في بعلبك من عطارد والمشتري وغيرهما.
وكانت ديانة الآراميين كديانة الأشوريين والبابليين يعبدون الرب العظيم ورب الفكر ورب السماء والرب الأسد. ويجسمون رب الأرباب عندهم ، على صورة إنسان في نصفه الأعلى ، ونصفه الأسفل على صورة سمكة. وذكروا أن شيما كانت ربة أهل حماة. وعبد الآراميون النيازك والشمس والقمر والسيارات السبع والهواء والرياح والنيران وعبدوا أترعطي الربة السورية ودعوها دركيتو نصفها إنسان ونصفها السفلي سمكة. وكان عابدوها إكراما لها يمتنعون عن تناول السمك ويتوفرون على فتح أحواض يربون الأسماك فيها. ومن معبودات الآراميين هدد وسميسيوس زوج الربة شيما وأترعطي زوج الرب هدد.
وكان الحثيون على مثال من تقدمهم من الأمم عباد أوثان أيضا ، فقد عبدوا الرب تيشوبو وهو مثل هدد الآراميين وبعل الكنعانيين. وروي أنهم عبدوا الشمس وأخذوا عن الكنعانيين عبادة عشتروت وغيرها من الأرباب وألهّوا مظاهر الطبيعة فعبدوا جمالها وجلالها.
وعبد الكلدان والأشوريون أولا رب السماء ورب الأرباب ورب الأرض ورب البحر ، وجعلوا لكل رب من هذه الأرباب ربة تكون قرينته. وبعد حين عبدوا القمر والشمس والزهرة. والزهرة هذه ينظرون إليها أنها قد تجسدت فيها الحياة والحرب ففيها اللطف والهمجية ، وقد بنوا لها في مدينة أرك هيكلا للفحش حتى دعيت هذه المدينة بمدينة العاهرات. وعبد البابليون على عهد حمورابي مردوك رب الأكوان وعبدوا رب الحكمة والعلوم والحرب والصيد والزراعة والموت والزوابع والأنواء والأوبئة. واقتبس الأشوريون عامة معبودات البابليين وزادوا عليها ربهم أشور رب الأرباب عندهم ،