في دقائقها. وهي كما قلنا لغة سامية تكتب كالعربية من اليمين إلى الشمال وأغلب كلماتها هي كشقيقتها لفظا ومعنى. وعدد حروفها ٢٢ حرفا وهي : ا ب ج د ه وز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت أي أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت.
وقد كان للغة العبرانية الفضل الأكبر في حفظ حياة اليهود إلى هذا الزمن فهي التي جمعت شملهم في البلدان المختلفة وهي التي ذبت عن حياضهم وحافظت على كيانهم. وقد حث العلماء المعاصرون على رفعها إلى مصاف اللغات الحية مما حدا بهم على تأسيس الجامعة العبرية في القدس الشريف في ١ نيسان سنة (١٩٢٥) وبدأوا بترجمة الآثار النفيسة والكتب المفيدة إليها. ولا يمضي زمن حتى يكون لهذه اللغة على ما أرى شأن عظيم ومركز سام. ورب قائل يقول : إنه قد يحول دون توسع علماء اليهود في الترجمة والإنشاء فقدان الكلمات الفنية الحديثة من اللغة العبرانية ، فالجواب ، أن التلمود أتى على ذكر بعض المخترعات التي نظنها وليدة القرن الغابر أو الحاضر كالمناطيد والكهرباء وسمّاها بأسمائها المخصوصة. وقد أعيدت إلى اللغة في هذا العصر ومع هذا لم يحجم علماء اللغة في القرن الماضي عن استعمال الكلمات الدخيلة المحتاج إليها والتي تفي بالمعاني المقصود إدخالها على اللغة العبرانية.
السامرة (١) :
ينسب السامريون أنفسهم إلى سبط يوسف وينسب كهانهم أنفسهم إلى سبط لاوي ويقررون أن هذا السبط هو بيت الكهنوت الإسرائيلي حصرا. و «السامرية» نسبة إلى إقطاع شمرونيم الذي كان في ملك سامير الأشوري الشمرونيمي. وذلك إن الأشوريين لما غزوا فلسطين غزوتهم الأولى انتشروا في الأقاليم وامتلكوا كثيرا من الإقطاعات. وكانت فرقة شمرونيم تملكت
__________________
(١) لا شك أن المطلعين على ما جاء في التوراة المعتبرة عند اليهود والمسيحيين معا سيجدون بونا عظيما بين ما ذكر في هذه الرسالة وبين ما جاء هناك ولكننا أردنا أن ننقل ما يقوله السامريون عن أنفسهم. وكتبت هذه النبذة اقتباسا من كتاب مخطوط ألفه أحد كهان الطائفة السامرية في نابلس.