ويعيد الله تعالى الأرواح إلى الأجساد ، ثم يجازي الله تعالى كل نفس بما كسبت إما بنعيم أبدي أو عذاب سرمدي ، وجميع ما أخبر به الصادق من عذاب القبر ونعيمه ، وسؤال الملكين ووزن الأعمال ، والمرور على الصراط ، والشفاعة لمن أذن له الرحمن ، جميع ذلك حق يجب الإيمان به.
الشيعة :
الشيعة لفظ معناه الأتباع والأنصار يطلق على الواحد والمثنى والجمع والمذكور والمؤنث، تقول هو شيعة وهما وهم وهن شيعة وجمعه شيع وأشياع ، ثم صار علما بالغلبة على أتباع علي بن أبي طالب عليهالسلام.
عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي في عصر رسول الله صلىاللهعليهوسلم مثل سلمان الفارسي القائل : بايعنا رسول الله على النصح للمسلمين والائتمام بعلي بن أبي طالب والموالاة له. ومثل أبي سعيد الخدري الذي يقول : أمر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة. ولما سئل عن الأربع قال : الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج قيل : فما الواحدة التي تركوها؟ قال : ولاية علي بن أبي طالب قيل له : وإنها لمفروضة معهن قال : نعم هي مفروضة معهن. ومثل أبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وذي الشهادتين خزيمة بن ثابت وأبي أيوب الأنصاري وخالد بن سعيد بن العاص وقيس ابن سعد بن عبادة وكثير أمثالهم. ومن أرادهم فليراجع كتاب الدرجات الرفيعة لابن معصوم.
عرف هؤلاء باسم شيعة علي ثم غلب فأطلق فقيل لهم شيعة. ذكر أبو حاتم الرازي في كتاب الزينة في الألفاظ المتداولة بين أرباب العلوم على ما نقل في كتاب الروضات أن أول اسم ظهر في الإسلام على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم (الشيعة) وكان لقب أربعة من الصحابة وهم أبو ذر وسلمان وعمار والمقداد إلى أن آن أوان صفين فاشتهر بين موالي علي عليهالسلام. ومهما تكن منزلة هذه الرواية من الثقة فالأمر الذي لا خلاف فيه أنه لما استقل الأمويون بالأمر وناهضوا الهاشميين وأتباعهم تلك المناهضة الشديدة كان اسم الشيعة على إطلاقه علما على أتباع آل البيت.