«اللوحوت» أي المغتسل وغسلوه بالماء الفاتر وأدرجوه في ثوب من الكتان يعيبونه بالتقريض والخروق كيلا يطمع به نباشو القبور ، ثم يضعون جثة الميت في «الأورت» أي النعش ويحضر أحد أقربائه ويقرأ عليه قداشا أي يصلي عليه صلاة الميت ، ثم يحمل النعش بين ثلاثة أشخاص وعلى كل من مرت به الجنازة أن يمشي معها أربعة أذرع أو أكثر ويطلب من الميت السماح ، فإذا وصلوا بالنعش إلى الكنيسة قرأ عليه أحد أقربائه قديشا آخر ثم يحملونه إلى مدفنه ويوارونه في ترابه ويقوم أحد الحاضرين ويبارك عليه بقوله : (باروخ ديان ها ايميت) أي تبارك من شرع الحق : ثم يقرأ ولده قديشا ثالثا ويعود هو ومن معه من الأقارب والأصحاب إلى بيت الميت ، وفي أثناء الطريق يغسل كل واحد من الحاضرين يديه ويقول : (عينينو لو رأو ويادينو لو شافيخو بيدام هذه) أي عيوننا ما رأت وأيدينا ما سفكت هذا الدم. فإذا وصلوا إلى بيت الميت قام أحد الحاضرين إلى كل وارث له وخرق ثوبه من زيقه وهو يقول : (باروخ ديان ها ايميت) ثم تحضر مائدة عليها أطعمة متنوعة يرسلها أحد الحاضرين فيأكل منها ورثة الميت على شرط أن يضع الطعام بأيديهم أحد الحاضرين ويبارك لهم بقوله : (باروخ ميناحيم ابيليم) أي تبارك الذي يسلي الحزين. وعلى ورثة الميت أن يلزموا منازلهم سبعة أيام لا يعلون فيها علا مطلقا ويسمونها «التآبيل» أي الحداد. وفي اليوم السابع يصنع طعام للفقراء وهكذا في اليوم الثلاثين وبمرور تسعة أشهر ومرور السنة اه.
عادات لبنان وأخلاقه :
كانت عادات لبنان إلى أواخر القرن الماضي ، قبل أن يبدأ أهله بالهجرة إلى أميركا ، كعادات معظم جبال الشام ، تغلب عليها السذاجة والفطرة السليمة ، وفي أهله مضاء ووفاء وإباء. يقل الكرم ويكثر الحرص في أهل القسم الشمالي منه وهم الموارنة والروم ، وكان العكس في حال أهل القسم الجنوبي وهم الدروز والسنة والشيعة والنصارى الذين كانوا من أصول عربية ، فإن أخلاقهم ظلت عربية بحتة ، ولهم في باب الكرم وحفظ العهد فصول. وقد يكون الشماليون ألين عريكة وأقرب إلى السكون في الأحايين. والجنوبيون