القرن الخامس للهجرة. وفي رواية أن دير سمعان بنواحي حلب بين جبل بني عليم والجبل الأعلى. ودير سمعان أيضا في قرية تعرف بالبقرة من قبلي معرة النعمان وبه قبر عمر بن عبد العزيز مشهور لا ينكر ذكره السيد الرضي في رثائه بقوله :
با ابن عبد العزيز ولو بكت العي |
|
ن فتى من أمية لبكيتك |
أنت نزهتنا عن السب والشت |
|
م فلو يمكن الجزا لجزيتك |
دير سمعان لاعدتك الغوادي |
|
خير ميت من آل مروان ميتك |
وقال أبو فراس بن أبي الفرج البزاعي وقد مر به فرآه خرابا فغمه :
يا دير سمعان قل لي أين سمعان |
|
وأين بانوك خبرني متى بانوا |
وأين سكانك اليوم الألى سلفوا |
|
قد أصبحوا وهم في الترب سكان |
أصبحت قفرا خرابا مثل ما خربوا |
|
بالموت ثم انقضى عمر وعمران |
وقفت اسأله جهلا ليخبرني |
|
هيهات من صامت بالنطق تبيان |
أجابني بلسان الحال إنهم |
|
كانوا ويكفيك قولي إنهم بانوا |
«دير السيق» كان معروفا قديما ويقع قبلي البيت المقدس على نشز عظيم عال مشرف على الغور غور أريحا يطل على تلك البسائط الخضر ومجرى الشريعة وبه رهبان ظراف أكياس لا يأتيهم إلا قاصد لهم أو مارّ في مزارع الغور. تحتهم وفوقهم الطريق الآخذة الى الكثيب الأحمر. ومشهد موسى عليهالسلام في القبة التي بناها عليه الملك الظاهر بيبرس وفي هذا الدير ومشترفه وأطلال قلاليه وغرفه قال ابن فضل الله العمري :
أرى حسن دير السيق يزداد كلما |
|
نظرت إليه والفضاء به نضر |
بنوه على نجد من الغور مشرف |
|
كتخت مليك تحته بسط خضر |
وأشرق في سود الغمام كأنما |
|
تشقق ليلا عن جلابيبه الفجر |
وقام على طود عليّ كأنما |
|
مصابيحه تحت الدجى الأنجم الزهر |
وزفت إليه الشمس من جنب خدرها |
|
وناغاه جنح الليل في أفقه البدر |
وألقت إليه الريح فضل عنانها |
|
وأحنى عليها لا تبلّ له عذر |
ولو كان كالنسرين هان ارتقاؤه |
|
ولكنه قد حط من دونه النسر |
علا نهر ريحا والمجرّة فوقه |
|
فمن فوقه نهر ومن تحته نهر |