أعظم الكنائس وأقدمها :
ويظهر أن كنيسة القبر المقدس في القدس هي أقدم كنيسة في الشام قامت في مكان نظر إليه في كل وقت بأنه مقدس. وذكر الأسقف أوسابيوس القيصري (٣١٤ ـ ٣٤٠) وهو والد تاريخ الكنيسة أن في الحفريات التي جرت على عهد الملك قسطنطين اكتشفت مغارة المخلص المقدسة. وزاد المؤرخون المحدثون أن الملكة هيلانة والدة قسطنطين المتوفاة نحو سنة (٣٢٦ م) زارت القدس واكتشفت القبر المقدس وصليب يسوع ، فالبنايات التي أقيمت في ذاك المكان سنة (٣٣٦ م) هي من البناء المدور قد دعي كنيسة القيامة ومؤرخوا المسلمين يسمونها كنيسة القمامة كما كان هناك كنيسة كاتدرائية خاصة برمز الصليب وقد أحرق الفرس هذين المكانين سنة (٦١٤ م). وأعاد هرقل بناء ما كان خرب كسرى من الكنائس في مصر والشام ، وذكر المؤرخون أن الفرس خربوا كنائس القدس بمعاونة اليهود ومما خربوا كنيسة الجسمانية وكنيسة المنية وظلتا خرابا الى القرن الرابع من الهجرة ، ولما انصرفوا عمر النصارى كنيسة القيامة والمقبرة والاكرانيون ومار قسطنطين وأحدث الراهب مودست رئيس دير تيودوس في سنة (٦١٦ و ٦٢٦) كنيسة القيامة وكنيسة الصليب وكنيسة الجلجلة وأضيفت سنة (٦٧٠) الى الجنوب كنيسة للعذراء.
ولما فتحت القدس وجاء الخليفة عمر بن الخطاب أدركته الصلاة فلم يرض أن يصلي في كنيسة القيامة لئلا يكون بعده للمسلمين حجة في أخذها وبنى مقابلها جامعا ومصلى. ولما تنصر الروم على رواية ابن بطريق وبنت هيلانة أم قسطنطين الكنائس في بيت المقدس كان موضع الصخرة وحولها خراب فترك ، ورموا على الصخرة التراب وهذه التي بني عليها المسجد الأقصى ، ثم ذهب الخليفة الى بيت لحم فحضرته الصلاة فصلى داخل الكنيسة عند الحنية القبلية ، وكانت الحنية كلها منقوشة بالفسيفساء ، وكتب عمر للبطرك سجلا أن لا يصلي في هذا الموضع من المسلمين إلا رجل واحد بعد واحد ولا يجمع فيه صلاة ولا يؤذن فيه ولا يغير فيه شيء. وكنيسة بيت