قدمنا الرواحل (٩١) لارتياد منزل ، وقمنا (٩٢) عن اتباع آثارها بمعزل نظرا للمدينة في مهمات الأمور. وكان اللحاق بغور (٩٣) ، من بعض تلك الثغور ، أتيناها والنفوس مستبشرة ، والقباب لأهلها منتظرة ، فحمدنا الله على كمال العافية ، وقلنا في غرض تجنيس القافية :
ولما اجتلينا من نجوم قبابنا |
|
سنا كل خفاق الرواق بغور |
زرينا على شهب السماء بشهبها |
|
متى شئت يا زهر الثواقب غور (٩٤) |
أطلتنا بها ليلة شاتية ، والحفتنا أنواء الأرض مراثية (٩٥) فلمّا شاب مفرق الليل ، وشمّرت (٩٦) والآفاق من بزّتها العبّاسيّة (٩٧) فضول الذيل ، بكرنا نغتم أيام التشريق ، وندوس بأرجلنا حيّات الطريق. وجزنا في كنف اليمن والقبول بحصن الببول (٩٨) ، حسنة الدولة (اليوسفية) (٩٩) ، وإحدى اللطائف (١٠٠) الخفية ، تكفل الرفاق بمأمنها ، وفضح سرية العدو في مكمنها من أبيض كالغارة (١٠١) ضمن الفوز في تلك المفازة (١٠٢) فحيّيناه بأيمن طير وتمثلنا عنده (١٠٣) بقول زهير :
وسكنتها حتى اذا هبّت الصبا |
|
بنعمان لم تهتز في الأيك أغصان |
ولم تك (١٠٤) فيها مقلة تعرف الكرى |
|
فإن (١٠٥) زارها طيف مضى وهو غضبان |
__________________
(٩١) كذا في (ا) وفي (ب) قمنا للرواحل
(٩٢) في (ب) وأقمنا
(٩٣) Gor
(٩٤) في (ب) غورى.
(٩٥) في (ب) : وألحقتنا أنواء الأرض مؤاتيه
(٩٦) كذا في (ا ، ب) وقرأها مولر وشهرت
(٩٧) يقصد السواد شعار العباسيين
(٩٨) Baul
(٩٩) كذا في (ب) بينما وردت في (ا) التاسفيه والمتن أصح
(١٠٠) في (ا) الطائف
(١٠١) في (ا) كالفاره
(١٠٢) في (ب) المغاره
(١٠٣) في (ا) عندها
(١٠٤) في (ب) يك
(١٠٥) في (ب) فلو