ذكر من كنيته أبو بكر
أبو بكر بن أحمد بن علي بن عبد العزيز :
البلخي السمر قندي الحنفي الفقيه المعروف بالظهير ، أصله من بلخ ، وهو من أهل سمرقند ، فقيه فاضل ، مفت على مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه ، قرأ الفقه على الامام قطب الدين علي بن محمد الأسبيجابي بعد الخمسمائة ، ودرس الفقه بمراغة ، وقدم حلب في أيام نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله ، وأظنه نزل بها بالمدرسة الحلاوية ومدرسها إذ ذاك علاء الدين عبد الرحمن الغزنوي ، ثم توجه الى دمشق وولي التدريس بها في الخزانة الغربية من جامع دمشق ، ثم ولي التدريس بمسجد خاتون ظاهر دمشق.
ووقفت له (١٨ ـ و) على كتاب ألفه في شرح الجامع الصغير ، وهو كتاب حسن في بابه ، ووقف كتبه على المدرسة النورية الحلاوية بحلب ، ووجدت تاريخ وقفه إياها في شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، وفي هذه السنة مات بدمشق ، ولاح لي بقرائن الحال أنه كان أودع كتبه بحلب عنه الإمام علاء الدين الغزنوي مدرس الحلاوية بحلب ، فلما حضره الموت بدمشق وقف كتبه على المدرسة بحلب.
وقرأت بخطه على ظهر كتاب من كتبه الموقوفة : رأيت فيما يرى النائم بمراغة وأنا مدرس بمدرسة الخليفة ليلة الجمعة أواخر ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة ، الشيخ الإمام الزاهد أبا بكر محمد بن أبي سهل السرخسي رحمه الله ، فناولني يده اليمنى فأخذتها ومسستها وقبلتها ، وقلت له اقبلني فقال لي بالفارسية : من أن توم ، فقلت له : ومن ترازان توم ، ثم أدخل طرف لسانه في فمي فامتصصته وابتلعت ريقه وقد أخذني وأسندني إلى حائط في مسجد كبير واسع كأنه مسجد الجامع ، وكان طلق الوجه أبيض أحمر ، حسن العينين خفيف اللحية.