وفي غير هذه الرواية أن أبا الأبيض خرج مع العباس بن الوليد في الصائفة : فقال أبو الأبيض : رأيت كأني أتيت بتمر وزبد ، فأكلته ، ثم دخلت الجنة ، فقال العباس : يعجل لك الزبد والتمر ، والله لك بالجنّة ، فدعا له بتمر وزبد ، فأكله ، ثم لقي أبو الأبيض العدو فقاتل حتى قتل ، وكانت غزوة طوانة سنة ثمان وثمانين غزاها مسلمة والعباس بن الوليد.
أبو أحمد بن هرون الرشيد :
ابن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب الهاشمي ، حكى عن المأمون ، حكى عنه نشو الصغير ، وقدم حلب صحبة المتوكل حين مربها مجتازا الى دمشق.
أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد المؤدب قال : أخبرنا أبو السعود احمد بن علي بن المجلي ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد ابن عبد العزيز العكبري قال : أخبرنا أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم البلخي قال : أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال : أخبرني عمي قال : حدثني الحسن بن عليل العنزي قال : حدثني عبد الله بن أبي سعد قال : قال لي نشو الصغير : حدثني أبو أحمد بن الرشيد قال : كنت يوما عند (٣ ـ ظ) المأمون والى جانبي عماي : منصور وابراهيم ، فجاء ياسر رجله فسارّ المأمون ، فقام فقال لابراهيم : إن شئت يا ابراهيم فانهض ونظرت إلى ياسر قد رجع مما يلي دار الحرم ، فما كان بأسرع من أن سمعت شيئا أقلقني ، فنظر إليّ المأمون وأنا أميل ، فقال : يا أبا أحمد مالك تميل ؛ فقلت له : إني سمعت شيئا ما سمعت مثله ، قال : هذه عمتك عليّة تطارح عمك ابراهيم خفيف الرمل (١) في شعرها :
مالي أرى الأبصار بي حافية |
|
لم تلتفت مني إلى ناحية |
لا تنظر الناس إلى المبتلي |
|
وإنما الناس مع العافية |
__________________
(١) الرمل : من أجناس الغناء ، وخفيف الرمل : الثامن من الايقاعات العربية وهو الذي تتوالى نقراته نقرتين نقرتين خفيفتين : معجم الموسيقى العربية لحسين محفوظ : ٧٥. هذا ولم استطع الوقوف على هذا الخبر في الأغاني.