أم الخير بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي ، ولد بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلّا أيام ، ومات بعد النبي صلىاللهعليهوسلم بسنتين وأشهر بالمدينة ، وهو ابن ثلاث وستين ، وكان رجلا أبيضا نحيفا ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، غائر العينين ، ناتئ الجبهة ، يخضب بالحنّاء والكتم ، وكان أوّل من أسلم من الرجال (١) ، وأسلم أبواه ، له ولوالديه وولده ولد ولده صحبة رضياللهعنهم ، ويقال : إنّما سمي عتيقا لجمال وجهه ، وقيل غير ذلك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمّد بن طاهر ، ثنا مسعود بن ناصر ، ثنا عبد الملك بن الحسن ، ثنا أبو نصر البخاري ، قال : عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أدد التيمي القرشي المدني ، أبو بكر بن أبي قحافة ، ويقال له عتيق ، وإنّما سمّي عتيقا لأنه روي عن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله ، عن عائشة.
أن أبا بكر دخل على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال له : «أنت عتيق الله من النار» [٦٠٤٠] ، فسمّي يومئذ عتيقا (٢).
وقال عمرو بن علي : وإنّما سمّي عتيقا من عتاقة وجهه ، شهد بدرا ، وأمّه أم الخير ، واسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة ، سمع النبي صلىاللهعليهوسلم ، روى عنه عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، والبراء بن عازب ، وأنس بن مالك ، وطارق بن شهاب في الصلاة والأحكام واللقطة ، تولّى خلافة رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعده من لدن يوم الثلاثاء ... (٣) من وفاة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وذلك لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة إلى أن مات ليلة الأربعاء لثمان بقين من جماد الآخرة سنة ثلاث عشرة ، ودفن ليلا ، وهو ابن ثلاث وستين ، كتبته (٤) ، ويقال : يوم الثلاثاء ـ وقال يعقوب : ليلة الثلاثاء ـ فكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيام
__________________
(١) انظر طبقات ابن سعد ٣ / ١٧١ و ١٨٨ وتاريخ الإسلام عهد الخلفاء الراشدين ص ١٠٦.
(٢) انظر أسد الغابة ٣ / ٢٠٥.
(٣) كلمة غير واضحة ومهملة بالأصل ورسمها : «ابعد».
(٤) كذا بالأصل.