أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فوثب المشركون إليه ووثب على عتبة وبرك عليه ، فجعل يضربه ، وأدخل إصبعيه في عينيه ، فجعل عتبة يصيح فتنحى الناس ، فقام عمر وجعل لا يدنو منه أحد إلّا أخذ شريف من دنا منه حتى أعجز الناس ، واتّبع المجالس التي كان يجالس فيها ، فيظهر الإيمان ، ثم انصرف إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وهو ظاهر عليهم ، فقال : ما علمتك بأبي وأمي والله ما بقي مجلس كنت أجلس فيه بالكفر إلّا أظهرت فيه الإيمان غير هائب ولا خائف ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم وخرج عمر أمامه ، وحمزة بن عبد المطّلب حتى طاف بالبيت ، فصلّى الظهر معلنا ، ثم انصرف إلى دار الأرقم ، ومعه عمر ، ثم انصرف عمر وحده ، ثم انصرف إلى النبي صلىاللهعليهوسلم [٦٠٥٢].
وأخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسين بن إبراهيم انبأ أبو الفرج سهل بن بشر ، ثنا علي بن منير بن أحمد بن الحسن ، ثنا محمّد بن أحمد بن عبد الله ، ثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الرّحمن (١) بن مرزوق بن أبي عوف التبروزي ، نا أبو بكر عبد الله بن عبيد الله الطلحي ، حدّثني أبي عبد (٢) الله بن إسحاق بن محمّد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله (٣) ، نا عبد الله بن محمّد بن عمران بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة بن عبيد الله ، حدّثني أبي محمّد بن عمران ، عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، عن عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم قالت :
خرج أبو بكر الصّدّيق يريد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان له صديقا في الجاهلية ، فلقيه فقال : يا أبا القاسم فقدت من مجلس قومك واتّهموك بالعيب لآبائها وأديانها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّي رسول الله أدعوك إلى الله» ، فلما فرغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أسلم أبو بكر ، فانصرف عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما بين الأخشبين أحد أكثر منه سرورا بإسلام أبي بكر ، ومضى أبو بكر فراح بعثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوّام ، وسعد بن أبي وقّاص ، فأسلموا ، ثم جاء الغد بعثمان بن مظعون ، وأبي عبيدة بن الجرّاح ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وأبي سلمة بن عبد الأسد ، والأرقم بن أبي الأرقم ، فأسلموا.
__________________
(١) «ابن عبد الرحمن» استدركت عن هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.
(٢) كذا بالأصل هنا ، والصواب عبيد الله ، وانظر ما مرّ قريبا.
(٣) بالأصل : عبد الله ، خطأ.