التنيسي المقروء على الحافظ عبد الغني المقدسي ونقل الناسخ ـ أي محمد بن نصر الله بن علي ـ كل ما كان في نسخة التنيسي من أصل وسماعات وغيرها كما وجدها ، وكان سماع التنيسي ومن معه لهذا الكتاب على الحافظ عبد الغني في شهور سنة ٥٩٦ كما في أكثر المواضع ، ووقع في أول موضع على لوح الكتاب «سنة ست وستين وخمسمائة» وهو خطأ من الناسخ لأن الحافظ عبد الغني المتوفى سنة ٦٠٠ كان في سنة ٥٦٦ لا يزال شابا دائبا في الطلب وإنما نزل مصر في آخر عمره والسماع كان بمصر في سنة ٥٩٦ كما نص عليه في التسميع كما في ١٦٦ / ب ـ فتحقق أن هذه النسخة فرع من أصل التنيسي وليست هي أصل التنيسي كما يتوهم من ظاهر كتابة الأسانيد والسماعات ، بل انها هي التي نسخها محمد بن نصر الله بن علي الناسخ في سنة ٦٨٩ ه ـ أي بعد السماع الأخير بثلاث وتسعين سنة.
في أوائل هذه النسخة بياضات يسيرة ولا بأس بها في النسخة ولم يقع فيها من الأغلاط إلا ما اشتبه على الناسخ أو وهم فيه وترك بعض النقط كما هو دأب النساخ القديم مع أنه ليس بالكثير ولا يخل بفهم المعنى ومعرفة الرجال إلا بعض الأسماء والأنساب الغريبة والفارسية التي لا توجد في مأخذ آخر ، لأن في هذا الكتاب نسبا كثيرة إلى قرى وكور ونواحي ومضافات جرجان وإستراباذ غير معلومة ولا مشهورة وسندرجها في الفهرست في آخر الكتاب على حدة لأجل الغرابة والندرة وتكميل الفائدة.
وفي آخر الكتاب زيادات لا علاقة لها بالكتاب ألبتة ـ وأهمها قطعة من كتاب لابن شاهين أراه «كتاب الرواة المختلف فيهم» وقصيدة بسندها قوافيها «فاطلبني تجدني» وقد أثبتنا ذلك في آخر الكتاب تحت عنوان الزيادات (٦٧ / ألف ـ ٤٩ / ب).