بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
إن مما امتازت به الأمة الإسلامية حفظ تاريخ قدمائها وتراجم علمائها ، والباعث الأول على ذلك هو حفظ علم الأنساب وتواريخ الأمم والنصوص الدينية وتيسير التمكن من نقد الروايات وتمييز الصحيح من غيره ، ولهذا تجد غالب التواريخ إنما هي في تراجم رواة العلم ، والتآليف في ذلك كثيرة جدا فقل عالم إلا وقد قيد أسماء شيوخه وأحوالهم ووفياتهم مع من تيسر له من غيرهم ، لكن لما كان المتأخر ينقل في تصنيفه كلام من تقدمه ويغلب أن يكون تصنيف المتأخر أكثر جمعا وأحسن ترتيبا كانت عناية الناس تتجه غالبا إلى حفظ مؤلفات المتأخرين ، وقد قال أبو خراش الهذلي فيما يلاقي هذا :
على أنها تعفو الكلوم وإنما |
|
نوكّل بالأدنى وإن جلّ ما يمضي |
هذا مع ضياع ألوف مؤلفة من تلك المؤلفات بالنكبات العامة كالجارف