وجدت الله اذ سمى نزاراً |
|
وأسكنهم بمكة قاطنينا |
لنا جعل المكارم خالصات |
|
وللناس القفا ولنا الجبينا |
قال : وكان خالد من
عرب اليمن ـ فقال : والله لاقتلنه ، ثم اشترى ثلاثين جارية في نهاية الحسن فرواهن قصائد الكميت ـ الهاشمياتِ ودسهن مع نخاس الى هشام بن عبد الملك فاشتراهن فأنشدنه يوماً القصائد المذكورة ، فقال لهن هشام : من القائل لهذا الشعر ، قلن الكميت بن الزيد الاسدي قال : وفي اي بلد هو ، قلن الكوفة فكتب في الحال الى خالد بن عبد الله القسري ان ابعث اليّ برأس الكميت فأخذه خالد وحبسه فوجَّه الكميت الى امرأته ( حُبي ) ولبس ثيابها وخرج من الحبس فلما علم خالد أراد أن ينكل بالمرأة فأجتمعت بنو اسد اليه وقالوا : لا سبيل لك على امرأة خدعها زوجها فخافهم وخلى سبيلها . وبقي الكميت خائفاً متخفياً في البادية سنة ثم خرج ليلاً في جماعة من بني اسد على خوف ووجل وساروا حتى دخلوا الشام ، فتوارى الكميت في بني اسد وبني تميم فاجتمع عدة منهم ودخلوا على عنبسة بن سعيد بن العاص ـ وكان سيد قريش يومئذ ـ وقالوا : يا ابا خالد هذه مكرمة ادخرها الله لك ، هذا الكميت بن زيد لسان مضر جاء اليك لتخلصه من القتل ، فقال لهم : دعوه يضرب خيمه على قبر معاوية بن هشام فمضى الكميت فضرب فسطاطاً عند قبره ، ودخل عنبسة على مسلمة بن هشام وقال : يا ابا شاكر مكرمة اتيتك بها تبلغ الثريا فان كنت ترى انك تفي بها والا كتمتها ، قال مسلمة وما هي فاخبره الخبر ، فقام ودخل على ابيه هشام وهو عند أُمه في غير وقت دخوله ، فقال هشام : اجئت في حاجة قال نعم قال هي مقضية إلا ان يكون الكميت ، فقال ما أُحب ان يستثني عليّ في حاجتي وما أنا والكميت ، فقالت امّه : والله لتقضين حاجته كائنة ما كانت ، قال : قد قضيتها قال حاجتي هي الكميت يا أمير المؤمنين