ولا بسطت ايدي العفاة بنانها |
|
الى أريحي منه أندى واكرم |
ولا التمع التاج المفصّل نظمه |
|
على ملك منه أجلّ وأعظم |
ففيه لنفس ما استدلّت دلالة |
|
وعلم لاخرى لم تدبّر فتعلم |
* * *
بكم عز ما بين البقيع ويثرب |
|
ونسّك ما بين الحطيم وزمزم |
فلا برحت تترى عليكم من الورى |
|
صلاة مصلّ أو سلام مسلم |
ما عرف التاريخ من أول الناس حتى يومهم هذا أن شخصاً قيل فيه من الشعر والنثر كالحسين بن علي بن ابي طالب فقد رثاه كل عصر وكل جيل بكل لسان في جميع الازمان ووجد الشيعة مجالا لبث احزانهم ومتنفساً لآلامهم من طريق رثاء الحسين سيما وهذه الفرقة محاربة في كل الحكومات وفي جميع الادوار ومما ساعد على ذلك أن فاجعة الطف هي الفاجعة الوحيدة في التاريخ بفواجعها وفوادحها فتميزوا بالرثاء وابدعوا فيه دون باقي ضروب الشعر فاجادوا تصويره وتنميقه .
وكان السبب الكبير الذي دفع بالشيعة لهذا الاكثار من الشعر هو حث ائمتهم لهم على ذلك وما اعد الله لهم من الثواب تجاه هذه النصرة قال الامام الصادق عليه السلام :
من قال فينا بيتاً من الشعر بنى الله له بيتاً في الجنة (١) .
وقال عليه السلام : من قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى ، غفر الله له ، ووجبت له الجنة .
ثم احتفاء اهل البيت بمكانة الشاعر وتقديره وتقديم الشكر على نصرته لهم
__________
(١) عيون اخبار الرضا للصدوق .