والدعاء له بأجمل الدعاء وألطفه كما جاء من دعائهم للكميت ، ودعبل ، والحميري واضرابهم في تلك العصور التي كمت الافواه وغلت الايدي عن نصرة اهل البيت ولم يعد يجسر احد من الشعراء على المجاهرة برثاء الحسين عليه السلام لشدة الضغط الاموي الا الشاذ الذي ينظم البيت والبيتين ينطلق بهما لسانه ، وتندفع بهما عاطفته و كذا الحال في الدور العباسي .
مضى على الذكريات الحسينية ردح من الزمن وهي لاتقام إلا تحت ستار الخفاء في زوايا البيوت وبتمام التحفظ والاتقاء حذار أن تشعر بهم السلطة الزمنية .
قال ابو الفرج الاصبهاني قي مقاتل الطالبيين : كانت الشعراء لا تقدم على رثاء الحسين عليه السلام مخافة من بني امية وخشية منهم .
وفي تاريخ ابن الاثير عندما اورد قصيدة اعشى همدان التي رثى بها التوابين الذين طلبوا بثار الحسين التي منها :
فساروا وهم ما بين ملتمس التقى |
|
وآخر مما جرَّ بالامس تالب |
قال : وهي مما يكتم في ذلك الزمان (١)
وقال ابو الفرج في مقاتل الطالبيين : قد رثى الحسين بن علي « ع » جماعة من
__________
(١) اقول والقصيدة مطلعها كما في الاعيان ج ٣٥ ـ ص ٣٢٨
المَّ خيالٌ منك يا امّ غالبِ |
|
فحييت عنا من حبيب مجانب |
فما انس لا انس انتقالك في الضحى |
|
الينا مع البيض الحسان الخراعب |
تراءت لنا هيفاء مهضومة الحشى |
|
لطيفة طيّ الكشح ريّا الحقائب |
فتلك النوى وهي الجوى لي والمنى |
|
فاحبب بها من خلة لم تصاقب |
ولا يبعد الله الشباب وذكره |
|
وحب تصافي المعصرات الكواعب |
فاني وان لم انسهن لذاكر |
|
رويّة مخبات كريم المناسب |