صحوت وودعت الصبا والغوانيا |
|
وقلت لاصحابي اجيبوا المناديا |
وقولوا له إذ قام يدعو الى الهدى |
|
ـ وقبل الدعا ـ لبيك لبيك داعيا |
سقى الله قبراً ضمن المجد والتقى |
|
ـ بغربية الطف الغمام ـ الغواديا |
فيا امة تاهت وضلت سفاهة |
|
أنيبوا فارضوا الواحد المتعاليا |
وستذكر في ترجمته .
من اجل ذلك كان للمجاهر بفضل اهل البيت قسط كبير عندهم ، قال الامام الباقر عليه السلام للكميت لما انشده قصيدته : من لقلب متيم مستهام . لا تزال مؤيداً بروح القدس (١) واستأذن الكميت على الصادق عليه السلام في ايام التشريق ينشده قصيدته ، فكبر على الامام ان يتذاكروا الشعر في الايام العظام ، ولما قال له الكميت إنها فيكم ، أنس ابو عبد الله عليه السلام ـ لان نصرتهم نصرة لله ـ ثم دعا بعض اهله فقرب ، ثم انشده الكميت فكثر البكاء ولما اتى على قوله :
يصيب به الرامون عن قوس غيرهم |
|
فيا آخراً اسدى له الغي أولُ |
رفع الصادق يديه وقال : اللهم اغفر للكميت ما قدم وأخر وما اسر وأعلن واعطه حتى يرضى (٢) .
وهكذا فقد صبغت حادثة الامام الحسين عليه السلام ، ولا تزال تصبغ ادب الشيعة بالحزن العميق والرثاء المؤلم موشحاً بالدموع واستدرار البكاء حتى ظهر ذلك على غنائهم وشكواهم من احبابهم وعتابهم لأصدقائهم .
وبالوقت الذي نقرأ في شعرهم اللوعة والمضاضة نحس بالاستنهاض والثورة فهي نفوس شاعرة متوثبة صارخة بوجه الظلم والطغيان والفساد والاستبداد منددة بالولاة الجائرين والظلمة المستهترين ، واليك نموذجاً من ذلك :
__________
(١) رجال الكشي ص ١٨١
(٢) الاغاني ج ١٥ ص ١١٨ ومعاهد التنصيص ج ٢ ص ٢٧