الابرار للزمخشري : انه لما وجه يزيد بن معاوية قائده مسلم بن عقبة لاستباحة المدينة المنورة ، ضم علي بن الحسين عليه السلام إلى نفسه أربعمائة ضائنة بحشمهن يعولهن إلى ان تقوض جيش الشام فقالت إمرأة منهن : ما عشت والله بين أبوي بمثل ذلك الشريف .
وروى الحر العاملي في ( الوسائل ) عن عدة الداعي قال : كان زين العابدين « ع » يقبل يده عند الصدقة ، فقيل له في ذلك فقال : إنها تقع في يد الله قبل ان تقع في يد السائل . قال وقال رسول الله : ما تقع صدقة المؤمن في يد السائل حتى تقع في يد الله ، ثم تلا هذه الآية ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ) . وكان عليه السلام من أحسن الناس صوتاً بالقرآن . السقاؤن يمرون فيقفون ببابه يستمعون قراءته .
قال عمر بن عبد العزيز يوماً ـ وقد قام من عنده علي بن الحسين ـ من أشرف الناس ، قالوا : أنتم ، فقال : كلا ، إن أشرف الناس هذا القائم من عندي آنفاً ، من أحب الناس أن يكونوا منه ، ولم يحب ان يكون من أحد . واليه يشير أبو الاسود الدؤلي بقوله :
وإن وليداً بين كسرى وهاشم |
|
لأكرم من نيطت عليه التمائم |
قال صاحب ربيع الأبرار : كان زين العابدين يقول : أنا ابن الخيرتين فان جده رسول الله ، وامه ابنة ملك الفرس . لأن رسول الله « ص » قال : لله من عباده خيرتان : فخيرته من العرب قريش ، ومن العجم فارس أقول ومن المناسب قول الشاعر الفحل المهيار الديلمي الذي يفتخر فيه بنفسه وحسبه :
اعجبتْ بي بين نادى قومها |
|
أُمّ سعد فمضت تسأل بي |