هذا الذي تعرف البطحاء وطأته |
|
والبيت يعرفه والحل والحرم |
هذا الذي احمد المختار والده |
|
صلى الإله عليه ما جري القلم |
__________
ولد في البصرة عام ١٩ هـ وكانت يومئذ حاظرة الأدب والبيان وبعد أن نشأ بها وترعرع أخذ والده يوحي اليه آيات القريض ويلقنه ما يستحسنه من ديوان العرب ، وهكذا ظل يغذيه حتى انفجرت قريحته وفاضت طلاقة لسانه واتسم بطابع النبوغ والعبقرية ، فقدمه أبوه بعد واقعة الجمل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قائلاً : إن ابني هذا يوشك أن يكون شاعراً مجيداً فقال الإمام عليه السلام : احفظه القرآن فهو خير له . فرسخت هذه النصيحة الغالية في ذهن الفرزدق فقيد رجله وحلف أن لا يفك قيده حتى يحفظ القرآن .
وكان الفرزدق عريقاً في المجد والسؤدد كريم المنبت والعنصر ولآبائه وأجداده خصال مشهورة تدل على رفعة قدرهم وعلو منزلتهم وابوه غالب المشهور بالسخاء وجده صعصعة الذي فدى المؤدات ونهى عن قتلهن ، وقيل أنه أحى الف مؤدة ، والصحيح ما بيَّنه الفرزدق بقوله أحيا جدي إثنين وتسعين مؤدة وفي جده هذا يقول مفتخراً في إحدى قصائده المشهورة :
ومنا الذي احيى الوئيد وغالب |
|
وعمرو ومنا حاجب والأقارعُ |
أولئك آبائي فجئني بمثلهم |
|
إذا جمعتنا يا جرير المجامع |
قال السيد المرتضى في
أماليه : ان الفرزدق مع تقدمه في الشعر وبلوغه فيه الذروة العليا والغاية القصوى شريف الاباء كريم المنبت ولآبائه مآثر لا تدفع . اقول : وقصته مع سليمان بن عبد الملك تعرفنا قيمته وقد ذكرها إبن أبي الحديد في شرح النهج ، عن أبي عبيدة قال : كان الفرزدق لا