القسم الثّالث
في نجود حضرموت من أعلاها إلى أسفلها
اعلم : أنّ ما سبق في القسمين الأوّل والثّاني كلّه غور (١) ، إلّا ما كان من نحو الضّليعة وبعض ما قبلها في الثّاني ؛ فإنّها من السّوط ؛ فإنّه نجد في رأس جبل ، فيه مضارب آل بلعبيد ، وهم قبيلة لا تزال لها خشونتها إلى اليوم ـ كما سبق ـ لا يبالون بعسكر القعيطيّ ، بل كلّما لاقوهم .. قتلوهم. وهم عدّة ديار : آل مزعب ، وآل باكرش ، والجهمة ، وسلم ، وبلّحول ، يقدّر مجموعهم بثلاثة آلاف رام.
وفي «سبائك الذّهب» : (أنّ بني العبيد ـ بضمّ العين ـ : بطن من سليح من قضاعة ، وهم من أشراف العرب ، وإليهم يشير الأعشى بقوله [في «ديوانه» ١٣٥ من الوافر] :
... |
|
ولست من الكرام بني العبيد |
والنّسبة إليهم : عبدي ؛ كما قالوا في هذيل : هذلي).
وقال في «العبر» : (كان لهم ملك يتوارثونه بالحصن الحصين الباقية آثاره في برّيّة سنجار من الجزيرة الفراتيّة ، إلى أن كان آخرهم الضّيزن بن معاوية بن العبيد) اه
والعبيد هو ابن الأبصر بن عمرو بن أشجع بن سليح بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة.
وممّا يتأكّد به كون آل بلعبيد أهل السّوط هم من هؤلاء .. وجودهم في نواحي قضاعة ، وقربهم من يبعث ، وقد سبق فيه أنّ سكّانه الّذين كتب إليهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من أبناء ضمعج ، وهو قريب من ضعجم ، وأنّ ضعجم هو
__________________
(١) أي : منخفض من الأرض.