وقد بنت فيه الحكومة مركزا على أكمة صخريّة عالية ، وهي في الجنوب الشّرقيّ لوادي عيوه.
وفي غربيّ هذه المنطقة على بعد خمسة وخمسين ميلا : منطقة زمخ ، وفيها بئر مهمّة يستقي منها الغزاة القادمون من بوادي نجران ، ويحملون ما يكفيهم من الماء في غزوهم للصّيعر ، وآل كثير والعوامر والمناهيل والمهرة ، وكذلك هؤلاء يتزوّدون منها لغزو يام والقبائل السّعوديّة وغيرهم.
ومركز زمخ يبعد عن مركز العبر بسبعة وثلاثين ميلا.
وعن قرية الحجر بريدة الصّيعر نحوا من أربعين ميلا.
وفي شمالها : رمال الدّهناء ، أو الرّبع الخالي.
وموقع زمخ بمكان كبير من الأهمّيّة ، ولذا بنت فيه الحكومة الإنكليزيّة على حساب الحكومة القعيطيّة مركزا لصدّ عوادي الغزاة أو تخفيفها.
وأمّا بير ثمود ـ الآتي ذكرها ـ فتبعد عن منطقة زمخ بمئتين وثلاثة وسبعين ميلا في جهة الشّرق.
وسكّان منطقة زمخ : آل عبد الله بن عون من الصّيعر ، وهم بدو رحّل.
وفي وادي دهر مكان يسمّى : زمخا ، وبئر تسمّى : ببئر زمخ ، ولكنّها أقلّ شهرة من المكان الّذي نحن بسبيله.
وسكّان منطقة منوخ : آل عليّ بلّيث من الصّيعر ، وسيأتي في وبار أنّها تمتّعت بالثّروة زمانا طويلا ، وأنّها كانت طريق التّجارة الأهمّ بين الشّرق والغرب. وقد كانت كلّ من منطقة ثمود ومنوخ وزمخ مدنا عظيمة للتّجارة ؛ ولكن أفناها ما أفنى القرون الماضية ، ولا شكّ أنّ آثارها مطمورة بالرّمال.
ومنذ أربعين يوما غزت يام وقتلت ثلاثة من الكرب ، وغنمت مئة راحلة ، ولم يقتل منها إلّا واحد ، ولم يصب إلّا اثنان.
وفي مكان المحارقة من أرض الصّيعر شيء من النّخل ، ولا نخل في سواها من