نجد العوامر
هو في شرقيّ نجد آل كثير ، ومن أوديته : يبا ، والدّخان ، وامباركه ، والعرج ، وغيرهنّ (١) ، ورجالهم لا يزيدون عن مئة وخمسين ، وفي أرضهم بئر يقال لها : تميس ، لكنّها بعيدة عن أماكنهم لا تنفعهم أيّام الظّمأ ، فيفضّلون عليها الانتقال إلى تاربه.
وفي نجد العوامر يزكو النّخل كثيرا ، غير أنّه يذوي ويموت إذا تتابعت عليه الجدوب ، ولأوّليهم في تعهّده اعتناء أكثر من متأخّريهم ، وإلّا .. فنخل تاربه لا يعدّ في جانبه شيئا مذكورا.
ولسيّدي الفاضل علويّ بن عبد الرّحمن المشهور ـ السّابق ذكره في تريم ـ رحلات إلى النّجدين لنشر الدّعوة الدّينيّة والإرشاد إلى طريق الحقّ ، غير أنّ المادّة لا تساعده ، وما أشدّ اهتمامه بحفر الآبار وبناية الأحواض والصّهاريج ؛ لأنّها ضروريّة هناك لو ساعدته القدرة ، لكنّ الأمر كما قال أبو الطّيّب [في العكبريّ» ٢ / ٣٧٠ من الخفيف] :
والغنى في يد اللّئيم قبيح |
|
قدر قبح الكريم في الإملاق |
وبناء على هذا تكلّمت مع سماحة الملك ابن السّعود في ذلك أواخر سنة (١٣٥٤ ه) ؛ إذ كانت حضرموت تمتّ إليه بحرمة وذمام بما كان بها لأوّليه من الإلمام ؛ إذ هتف بهم منها صريخ في حدود سنة (١٢١٧ ه) ، فإذا هم لذلك العهد كما قال الشّريف الرّضيّ [في «ديوانه» ٢ / ٤٢١ ـ ٤٢٢ من الطّويل] :
من القوم ما زرّوا الجيوب على الخنا |
|
ولا قرعت أسماعهم بملام |
__________________
(١) ومن أودية العوامر : وادي القيلة وهذبيل ، بهما : آل وعيل. ووادي جبا ، به آل عبد الباقي ، ووادي العري ، وإليه تفيض وديان النجد ، ثم يفضي إلى وادي الخون. ووادي الذهب ، به آل براهم من آل جعفر بن عمر. وحصون السلاسل لآل كليلة. «الشامل» (١٢٠). وتقدم الكلام على العوامر في (تاربه) ، ومن أراد المزيد .. فعليه «بالشامل» (١٢٠ ـ ١٢١).