بالمكلّا (١) .. اتّجهت همّته للتّجارة والمضاربة مع أهل السّفن ، ثمّ اتّفق هو وإيّاهم على شيء يدفعونه إليه برسم الحراسة ، يعطي العكابرة وبني حسن بعضه ، ويستأثر بالباقي ، إلى أن استقوى أمره ، وضعف أمر أولئك وانشقّ رأيهم ، فما زال يتدرّج حتّى صار أمير المكلّا).
والثّالثة : عن الشّيخ المعمّر أحمد بن مرعيّ بن عليّ بن ناجي الثّاني (٢) : (أنّ صلاح بن سالم الكساديّ كان بغيل ابن يمين ، فكثر شرّه ، فطرده اليافعيّون الشّناظير (٣) ، فالتجأ إلى علي ناجي الأوّل بن بريك (٤) بالشّحر ، فأجاره هو وأولاده : عبد الحبيب ، وعبد الرّبّ ، وعبد النّبيّ.
وكانت لصلاح بنت تدعى عائشة ، جميلة الطّلعة ، استهوت قلب عليّ ناجي ، فطلب يدها ، واستاء آل بريك من بنائه عليها ؛ لما يعلمون من شيطنة صلاح ، وخافوا أن يستولي بواسطة بنته على خاطر السّلطان علي ناجي فيتنمّر (٥) لهم ، فبيّتوا قتل
__________________
مشارف حدود يافع الأعلى وحدود البيضاء ، ويعرف أيضا بوادي سلب لمروره عبر بلدة سلب ، ويصبّ في البحر غرب مدينة شقرة. «رحلة إلى يافع» (ص ٣٦). وفي «الصفة» للهمداني ذكر له في (ص ١٧٢ ـ ١٧٣) ، وفيها : أنه لبني جبر من يافع. اه وإليه ينسب آل الناخبي ، وأشهر شخصية عرفت منهم : هو العلامة الشيخ المعمر : عبد الله بن أحمد الناخبي.
(١) ورد في «بضائع التابوت» (٢ / ١٠٨) أنّه زار تريم أوّلا ودخل على الإمام الحدّاد وطلب منه الدّعاء لضائقة نزلت به ، فأشار عليه بالذّهاب إلى المكلّا.
(٢) رواها المصنّف ـ كما في «بضائع التابوت» (٢ / ١٠٨) .. عن السّيّد المنصب حسن بن سالم ابن الحبيب أحمد بن حسن العطّاس ، المتوفّى بالمكلّا سنة (١٣٦٤ ه) ، وهو سمعها من المعمّر المذكور ، الذي كان عمره حين حدّث بها : مئة وعشرين عاما.
(٣) الشّناظير ـ جمع شنظير ـ وهو : الفاحش الغلق من الرّجال ، الّذي يشتم أعراض النّاس ، وهو لقب أطلق على فئة من العسكر اليافعيّين الّذين حكموا بعض مناطق حضرموت إبّان فترة الفوضى ، وكان قد استقدمهم في مطلع القرن الثّاني عشر الهجري السّلطان بدر بن محمّد المردوف الكثيري ، المتوفّى سنة (١١٢٠ ه) ينظر : «معالم تاريخ الجزيرة العربيّة» (ص ٢٦٥ ـ ٢٦٦) ، و «تاريخ الدّولة الكثيريّة» (ص ٩١) وما بعدها.
(٤) توفّي عليّ بن ناجي بن أحمد بن بريك بالشّحر سنة (١٢٢٠ ه) كما في «نشر النّفحات المسكيّة» للسّيّد محمد جمل اللّيل باحسن (٢ / ٩٩) «مخطوط».
(٥) يتنمّر : يتغيّر عليهم ، ويصول عليهم كما يصول النّمر.