صلاح بن سالم الكساديّ ، فغدر بهم عليّ ناجي.
فذهب به إلى المكلّا ـ وهي إذ ذاك خيصة للعكابرة وبني حسن ـ فبنى بها السّلطان عليّ ناجي حصنا على ساحل البحر ، سمّاه : حصن عبد النّبيّ ؛ احتفاظا بالاسم لولده ، وعاهد أهل المكلّا لعمّه صلاح بن سالم ، وأجلسه بها مع عائلته) اه (١)
وقد نزغ (٢) الشّيطان آخرا بين علي ناجي وعبد الرّبّ بن صلاح بن سالم الكساديّ. وجاء في «تاريخ باحسن الشّحريّ» [٢ / ٩٨ ـ ٩٩ خ] : (أنّ علي ناجي نفى آل همام إلى المكلّا ، فاستنجدوا بعبد الرّبّ بن صلاح ـ صاحب المكلّا ـ فجهّز قوما التقوا بعسكر علي ناجي في الحدبة (٣) ، وقتل محسن بن جابر بن همام ، وانكسر عسكر الكساديّ ، وغنم آل بريك جميع ما معهم) اه
وسيأتي في تريم أنّ الكساديّ لم يجىء إلى المكلّا إلّا بعد سنة (١١١٧ ه).
وفي أواخر سنة (١١٦٣ ه) (٤) : غزا ناجي بن بريك المكلّا بسبع مئة من الحموم وغيرهم ، فلاقاهم آل كساد إلى رأس الجبل ، فهزموهم ، وقتلوا منهم نحو العشرين ، ولم يقتل من الكساديّ إلّا أربعة ، ولا تزال قبورهم ظاهرة برأس الجبل.
ولمّا مات صلاح بن سالم ـ على هذه الرّواية ـ خلفه على المكلّا ولده
__________________
(١) إلى هنا انتهت رواية ذلك المعمّر ، وسيظهر للقارىء المتابع أنّ ما بعدها من الكلام مناقض لما ورد فيها ، والحال أنّ المصنّف رحمه الله ردّها حسبما توسّع فيه في الأصل ولكنّه اختصر الكلام هنا.
وحاصل كلامه : أنّ هذه الرّواية تخالف أوّلا : ما ورد في «تاريخ باحسن» من أنّ أمر الكساديّ وظهوره كان متقدّما على هذا الزّمان ؛ إذ تقدم أنّ وفاة عليّ ناجي كانت سنة (١٢٢٠ ه) بينما ظهور آل كساد كان سنة (١١١٥ ه) .. فهذا يناقضه ، هذا أوّلا. وثانيا : أنّ ماجرى بعد هذه الرّواية من قيام الخصومة والحرب بين عليّ ناجي وعبد الرّبّ الكساديّ لا يتناسب مع ما بينهم من الرّحم والصّهارة .. فهذان دليلان يبطلان هذه الرواية. والله أعلم.
(٢) نزغ : أفسد.
(٣) الحدبة : قرية صغيرة بريدة المشقاص.
(٤) الّذي في «نشر النّفحات» ، و «يافع في أدوار التّاريخ» : أنّ تملّك ناجي بن عمر الشّحر ومبايعته عليها كان سنة (١١٦٥ ه) ، وكانت وفاته سنة (١١٩٣ ه) .. ولم تذكر هذه المصادر مصادمته لآل كساد ، ولكن ذكرت مصادمة ابنه عليّ ناجي لهم.