فلو قيل هاتوا فيكم اليوم مثلهم |
|
لعزّ عليكم أن تجيئوا بواحد (١) |
وفي غربيّ المكلّا قرية يقال لها : شرج باسالم (٢) ، وفي شمالها إلى الغرب بستان مسوّر يسمّى (القرية) ، وذلك أنّ كثيرا من الأيتام نجعوا من المنطقة الكثيريّة بحضرموت في أيّام المجاعة الّتي ابتدأت من سنة (١٣٦٠ ه) إلى المكلّا ، فأدركهم عطف السّلطان ، وتصدّق عليهم بذلك البستان ، وبنوا لهم فيه بنايات تؤويهم ، فأنقذوهم من المجاعة ، وعلّموهم من الجهالة ، وقد نيّف عددهم على المئتين والخمسين ، ولكنّ كلّ من اشتدّ ساعده ، وعرف أهله .. رجع إليهم ، والباقون بها اليوم يزيدون على المئة ، في عيش رغيد ، وتعليم نافع ، وحال مشكور (٣).
وفي شمالها : البقرين ، والدّيس (٤). ثمّ : الخربة. والحرشيّات. وثلة عضد (٥).
وهذه هي ضواحي المكلّا وأرباضها ومخترفات أهاليها (٦).
وفي شرقيّ المكلّا على السّاحل : روكب (٧) وفيها جامع. ثمّ : بويش (٨) ، تبعد قليلا عن السّاحل ، وفيها عيون ماء جارية ، ومزارع (٩).
__________________
(١) البيت من الطّويل.
(٢) والشرج هذا صار اليوم من ضمن أحياء المكلا ، ولم يعد قرية مستقلة كما ذكر المؤلف.
(٣) وتوجد هذه الأيام منطقة حديثة على غرار هذه القرية التي ذكرها المصنف تسمّى : قرية الصومال ، تقع قريبا من فوّه ، أقيمت لسكنى المنكوبين من بلاد الصومال الفارين من جحيم الحرب الأهلية بها ، والفضل في إنشائها يعود للسيد مفتي الساحل العلامة عبد الله محفوظ الحداد رحمه الله.
(٤) وهما الآن في ضمن أحياء المكلا ، واتصل العمران بهما.
(٥) في «الشامل» (٨٨) أنّها : ثلة العليا ، وهي للمشايخ آل باعمر العموديّ.
(٦) مخترفات أهاليها : أي منتزهاتهم في زمن الخريف ، لكنّ الدّيس اليوم يعتبر حيّا من أحياء المكلّا.
(٧) روكب : قرية ساحلية قديمة ، تقع على بعد (١٥ كم) إلى الشرق من المكلا ، وبها سوق للوزيف ؛ أي : السمك المجفف ، وسكانها العكابرة.
(٨) بويش : وهي تبعد عن مدخل المكلّا بنحو (٥ كم) ، وقد اختفت المزارع والعيون الّتي ذكرها المصنّف ، وبرزت فيها نهضة عمرانيّة في السّنوات العشر الأخيرة.
(٩) لمن أراد التّوسّع ومعرفة القرى الواقعة خارج المكلّا والشّحر والّتي تربط بين المدينتين ، وكذلك