ثمّ استولى عليها عوض بن عمر بعد أن اشترط عليه قبائلها الإعفاء من الضّرائب ، وإبقاء عوائدهم.
وسكّانها نحو الألف نسمة.
الغيل (١)
هو واقع في شمال شحير ، وهو أرض واسعة ، فيها عيون ماء غزيرة جارية ، عليها نخل كثير ، وأكثر ما يزرع عليها التّبغ ، وهو أجود ما يكون ، يرسل منها إلى عدن وإلى مصر وإلى الحجاز ، يتغالى فيه أهل تلك الجهات ؛ لأنّه مضرب المثل في الجودة ، ويكون له إيراد عظيم.
و (الغيل) منسوب إلى : الشّيخ عبد الرّحيم باوزير ـ مولى الدّعامة ـ ابن عمر ـ صاحب الغيل الأسفل (٢) ، المسمّى بغيل عمر ، وغيل باسودان ـ ابن محمّد ـ صاحب عرف ـ ابن سالم ـ المقبور بالجويب (٣) قريبا من حورة ـ ابن الشّيخ عبد الله ـ مولى المحطّة بالشّحر ـ ابن عمر ابن الشّيخ يعقوب بن يوسف باوزير مقدّم تربة المكلّا ، السّابق ذكره.
وفي الحكاية رقم (١٦٤) [١ / ١٩٠] من «الجوهر الشّفّاف» للخطيب ما يعرف منه أنّ هذا الغيل كان موجودا من قبل سنة (٧٤٣ ه) ، ويتأكّد ذلك بأنّ وفاة الشّيخ
__________________
(١) الغيل : الشّجر الملتفّ ، أو المكان المرتفع من الغابة الّذي يأوي إليه الأسد ، والغيل : الماء الذي يجري على وجه الأرض ، وكلاهما مقصود هنا ، وقد صار الغيل علما على بلدة غيل باوزير هذه.
(٢) يراد بالغيل الأسفل : الّذي داخل وادي حضرموت ؛ احترازا من الأعلى الّذي بالسّاحل ، وهو الّذي يجري الكلام عنه وعن تاريخه. وسمّي الغيل الأسفل بغيل عمر نسبة للشّيخ عمر بن محمّد باوزير ، وهو في وادي عدم بكسر العين والدال المهملتين ، ونسب أيضا لآل باسودان ؛ لأنّهم كانوا يسكنون به قبل ولادة الشّيخ عمر بن محمد باوزير الّذي هو سبط آل باسودان. كذا في «حدائق الأرواح» (٤١١) (خ).
(٣) الجويب : بقعة بحضرموت الدّاخل بالقرب من حورة في وادي العين.