بها ، وطلب العلم بالشّحر وحضرموت والحجاز ومصر والشّام ، وأقام مدّة طويلة ينشر العلم بالشّحر ، ثمّ عاد إلى النّقعة ، وبها توفّي سنة (١٣١٨ ه) عن مئة وستّة عشر ربيعا تقريبا ، وكان متمكّنا من علم الأوفاق والحروف.
القارة
وبإزاء النّقعة وشمال الغيل إلى جهة الشّرق في غربيّ الحزم .. قرية يقال لها : القارة ، لا يزال بها جماعة من العوابثة ، وآل عمر باعمر ، وآل بكير ، وأصلهم من الرّييدة القرية الّتي في شمال بور إلى الغرب في أطراف وادي مدر ، يحترفون بإثارة الأرض وبناء المساقي.
ومن آل بكير أصحاب القارة : قاضي القضاة الآن : الشّيخ عبد الله بن عوض بكير (١) ، وهو رجل دمث الأخلاق (٢) ، بعيد القعر (٣) ، مرن ، هشّ بشّ ، وله ابن يسمّى عبد الرّحمن (٤) ، ذكيّ ، نبيه ، له شعر جميل.
__________________
القوية» (٤) وفيه : أنّه توفي عن (١١٨) سنة.
(١) الشّيخ العلّامة عبد الله عوض بكير. عالم ، فقيه ، قاض ، ولد بغيل باوزير سنة (١٣١٤ ه) ، وانتقل في سنّ مبكّرة إلى القارة حيث قرأ بها القرآن في كتّاب صغير بالقرية ، ثمّ بدأ دراسته على الشّيخ عمر امبارك بادبّاه في قرية الصّداع ، وأكب على القراءة والمطالعة في العلوم الشّرعيّة ، لا سيّما الفقه.
التحق بخدمة القضاء الشّرعيّ في الدّولة القعيطيّة سنة (١٣٥١ ه) ، وتقلّب في الوظائف حتّى صار رئيس القضاة الشّرعيّين عام (١٣٥٦ ه). وتطوّر القضاء في عهده ، وامتازت أيّام رئاسته للقضاء الشّرعيّ بإصلاحات هامّة ، واتّسع نطاق المحاكم الشّرعيّة ، وتضاعف نفوذها وسلطانها ، وأصبحت كلّ منطقة في السّلطنة تختصّ بمحكمة شرعيّة وقاض شرعيّ. وهو الّذي طلب من العلّامة السّيّد محسن بونمي أن يقوم بتدريب فريق من القضاة ويشرف عليهم ، فكان نظام الكورسات الّذي قدّمنا الحديث عنه ، وأرسل بعضا من النّابهين لإكمال دراستهم في السّودان ؛ منهم : ابنه الشّيخ عبد الرّحمن ـ الآتية ترجمته ـ والسّيّد عبد الله محفوظ الحدّاد. له مصنّفات ناقصة ، توفّي رحمه الله سنة (١٣٩٩ ه). عن كتاب «شذور من مناجم الأحقاف» (١٠٣ ـ ١٠٦).
(٢) دمث الأخلاق : ليّن الأخلاق.
(٣) بعيد القعر : بعيد الغور ؛ أي : دقيق النّظر.
(٤) الشّيخ عبد الرّحمن بن عبد الله بكير. ولد بقرية الصداع سنة (١٣٤٢ ه) ، ودرس على يد والده ، وعلى عدد من علماء السّاحل ، رحل إلى السّودان لدراسة الشّريعة بجامعة الخرطوم ، وحصل على